إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زمن المفارقات العجيبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زمن المفارقات العجيبة


    زمن المفارقات العجيبة
    بقلم:رزق الغرابلي
    شد انتباهي أحد الإعلانات التي قرأتها في أحد الشوارع الرئيسة، حول افتتاح عيادة كبيرة لطب الفم والأسنان، واستبشرت بهذا المرفق الحيوي والهام، إذ سيخدم شريحة كبيرة من أبناء الشعب المسكين، ودق في ناقوس فكري أن أسأل عن الطبيب المختص الذي سيستقبل المواطنين ويرشدهم وينصحهم، فكانت الصدمة، حين أبلغت بأنه "أحد المدخنين" فأدركت بلا شك أننا فعلا نعيش في زمن المفارقات العجيبة واختلال الموازين..
    زاد اقتناعي بهذه القاعدة بعد أن راودت فكري طويلا وأنا أنظر إلى أحداث الفلتان والفوضى المنتشرة في أرجاء القطاع، وما تحدثه الأجهزة الأمنية والمؤتمنون على أمن وسعادة هذا الشعب، وهم يسجلون رقما قياسيا في الترويع والقتل والخطف والعربدة، لا أتهمهم جميعا، ولكنني أزج برءوس قادتهم في قفص الاتهام.
    وأتساءل في زمن المفارقات العجيبة واختلال الموازين، هل غدت نكبة 1948 مصيبة حلت بشعبنا، أم أنها كانت "نعمة وخير كبير" مقارنة بما يحدث اليوم على أرض غزة؟! أما يستحق ما حدث بعد إعدام سليمان العشي ومحمد عبدو بدم بارد عن بعد مترين، ونزع حجاب النساء الملتزمات، وازدياد وتيرة العربدة الأمنية، أن نعترف بالخطأ في تأريخ النكبة بأنها كانت عام 1948، ونسجل في سجلات التاريخ أن نكبتنا الآن قد بدأت؟!!
    محمد صاحب الحلم الجميل والوجه الوسيم، والهمة السامقة، ينتظر زفته إلى بيت الزوجية بعد أيام أو أسابيع، لتتقطع أوصال الحلم على صخرة الفلتان في زمن المفارقات، وسليمان، صاحب الفتوة البريئة، والبسمة الشافية والقلب الحنون، كان ينتظر أن يشعل بعد أيام شمعة جديدة في ذكرى ميلاده، ليُحكم على الشمعة بالإعدام لمجرد أنها فكرت في إشعاع نور..
    ويستمر مسلسل المفارقات العجيبة مع صحيفة "فلسطين" الوليدة، التى تحن لمن يأخذ بيدها، ويشد على عضدها، لتسير بخطى أوثق وبعزيمة أقوى، لتفقد بعد إصدار عشرة أعداد منها اثنين من المؤسسين العاملين، سليمان ومحمد، ينكئون جراح القضاة اليوم، ليحكموا لـ "صحيفة فلسطين" بالعلو والرفعة (بشهدائها)، ولمحمد وسليمان، بالأمن والسلام مع الخالدين في جنة رب العالمين..
    زمن المفارقات يفرض على الحق أن يتحول إلى شيطان، وعلى الشياطين أن يكونوا رءوسا في القوم، لهم الكلمة، وبيدهم الدرة، ويغيب الفاروق، ويتكلم في القوم الرويبضة، وتغدو مظاهر الإسلام جريمة لا تغتفر، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مظهر عبثي إرهابي خطير..
    وقفة من أولي الأمر لا بد أن تكون، وصرخة في وجوه اللئام فريضة شرعية وضرورة بشرية، وكلمة حق في زمن جائر لا بد أن تعلو، والتاريخ لا يرحم، والأيام دول، يوم لك ويوم عليك..
    يجب أن تبقى فلسطين فوق الجميع، والقدس والأقصى فوق الجبين، والخلاف وراء الظهور، والدنيا تحت الأقدام، والآخرة بين العيون، حينها يصلح الحال ويهدأ البال..والله المستعان.

    ((المصدر:صحيفة فلسطين))
جاري التحميل ..
X