*** استواؤه على العرش :
العرش أعظم المخلوقات كلها , وقد نصَّ الله سبعة مواضع في كتابه على استوائه على العرش ( الرّحْمَنُ عَلى العَرْشِ اسْتَوى ) في سورة " طه ـ آية 5 " وغيرها
المراد بالعرش :
والدليل على إن العرش مخلوق من مخلوقات لله قولة تعالى ( وَ يًحْمِلُ عًرْشَ رَبَّكَ فَوْقَهُمُ يَوْمًئِذٍ ثَمانِية )" سورة الحاقة آية 17 " أي يوم القيامة .
وفي الحديث الذي يرويه البخاري : ( إذا سألتم الله عز وجل فاسألوه الفردوس , فإنه في وسط الجنة وأعلى الجنة , وفوقه عرش الرحمن , ومنه تنفجر أنهار الجنة )
وفي صحيح البخاري ( أن الناس يصعقون يوم القيامة فيكون الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أول من يفيق فيجد موسى آخذاً بقائمة من قوائم العرش )
*** عظم العرش :
وصف الله العرش بأنه عظيم ( رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ ) " سورة المؤمنين آية 86 "
وقد بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟ عظمة العرش بوجهين من البيان :
الأول / بإخباره عن عظم الملائكة الذين يحملون العرش , ففي سنن أبي داود بإسناد صحيح يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أذن لي أن أحدث عن أحد حملة العرش ما بين شحمة أذنه وعاتقه مسيرة سبعمائة عام تخفق الطير )
أي يجتاح الطير المسرع إلى سبعمائة عام كي يقطع هذه المسافة .
الثاني / بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عظمه بأن صور عظم العرش بالنسبة للسموات والأرض وصغرهما بالنسبة إليه , قال : الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض , وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات وابن أبي شيبة وهو صحيح بطرقه كما نص على ذلك الألباني في " الأحاديث الصحيحة " 1 / 151
*** تمجيد الله نفسه باستوائه على العرش وأنه رب العرش :
وقد امتدح الرب نفسه بأنه مستو على العرش كقوله ( ذُو العَرْشِ المَجِيدِ فَعّالٌ لَما يُريدُ ) " سورة البروج آية 15 ـ 16 "
وأنه رب العرش ( عَلَيْهِ تَوَكَلتُ وَهُوَ رَبَُّ العَرْشِ العَظيمِ ) " سورة التوبة آية 129 "
ومن شعر عبد الله بن رواحة يمجد ربه سبحانه وتعالى :
شهدت بأن وعد الله حـــــــق وأن النار مثوى الكافريـــنا
وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
وتحملة ملائكـــــة كـــــــرام ملائكة الإله مسوّمـــــــــينا
*** معنى استوائه على العرش :
نحن نجهل كيفية استوائه سبحانه , لأننا نجهل كيفية ذاته , ولكننا نعرف معنى استوى في لغة العرب , فالعرب يقصدون بهذه الكلمة معني أربعة :
" استقر ـ علا ـ ارتفع ـ صعد " كما حقق ذلك ـ ابن القيم ـ راجع شرح الواسطية للهراس ص 80
وهذا النهج هو معرفة معنى الاستواء وجهل الكيفية والنهى عن البحث فيها هو منهج السلف الصالح , فعندما سئل الإمام مالك : ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟؟! قال : ( الاستواء معلوم ) أي معناه في لغة العرب , ( والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ) أي عن الكيفية .
*** أين الله ؟؟ ؟؟ !! !!
أخبرنا سبحانه أنه في السماء مستوٍ على عرشه ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أّنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذا هِي تَمورُ , أمْ أَمِنْتُمْ منْ فِي السًّماءِ أّنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمُ حَاصِباً فسَتعلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرٌ ) " سورة الملك آية 16 ـ 17 "
وقد أخبر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ربه بأنه في السماء , ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباح مساء )
وشهد للجارية بالإيمان عندما أخبرته أن الله في السماء , ففي صحيح مسلم وسنن أبي داود أم معاوية بن الحكم السلمي ضرب جارية له لتقصيرها في الحفاظ على أغنامه , ثم ندم فجاء إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ نادما يستأذنه في اعتاقها , فطلبها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسألها ( أين الله ) ؟؟ قالت في السماء , قال : 0 من أنا ) ؟؟ قالت أنت رسول الله , قال ( اعتقها فإنها مؤمنة .
وقد أرشد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ المريض أن يدعو لنفسه أو يدعو له أخوه بهذا الدعاء ـ وفيه نص على أنه تعالى في السماء ـ ( ربنا الله الذي في السماء , تقدس اسمك , أمرك في السماء والأرض , كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الأرض , اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين , أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ ) رواه أبو داود .
وفي حديث عبد الله بن عمر يرفعه ( الراحمون يرحمهم الرحمن , ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
*** معنى كونه في السماء :
وليس المراد أن جرم السماء تحويه ـ سبحانه وتعالى عن ذلك ـ بل المراد بالسماء العلو ( والفوقية ) فقد وصف نفسه سبحانه بأنه الأعلى ( سَبَحَ اسْمَ رَبَّكَ الأَعْلَى ) " سورة الأعلى آية 1 "
ولا يمكن لمسلم أن يظن أن الله في السماء بمعنى أن السماء تحويه وأنه في جرم السماء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا , كيف والسموات ليست بشيء بالنسبة إليه سبحانه ( وَالسّمواتُ مَطْوِياتٌ بِيَمِينهِ ) " سورة الأنبياء آية 104"
*** علوه سبحانه لا ينافي قربه :
فهو قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه , ويعلم سره ونجواه , وهو أقرب إلى داعيه من عنق راحلته , ويعلم ما توسوس به النفوس , وهو أقرب إليه من حبل الوريد , وهو يعلم السر وأخفى ويعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها , وما ينزل من السماء وما يعرج فيها , وهو مع خلقه بعلمه وقدرته , لا تخفى عليه خافية , وما يعزب عن ربك مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء , ولا أصغر من ذلك ولا أكبر , فهو سبحانه القريب في علوه , العلي في دنًّوه , وهو الأول وبالأخر والظاهر والباطن .
المرجع / العقيدة في الله .
المؤلف / الدكتور عمر سليمان الأشقر .
العرش أعظم المخلوقات كلها , وقد نصَّ الله سبعة مواضع في كتابه على استوائه على العرش ( الرّحْمَنُ عَلى العَرْشِ اسْتَوى ) في سورة " طه ـ آية 5 " وغيرها
المراد بالعرش :
والدليل على إن العرش مخلوق من مخلوقات لله قولة تعالى ( وَ يًحْمِلُ عًرْشَ رَبَّكَ فَوْقَهُمُ يَوْمًئِذٍ ثَمانِية )" سورة الحاقة آية 17 " أي يوم القيامة .
وفي الحديث الذي يرويه البخاري : ( إذا سألتم الله عز وجل فاسألوه الفردوس , فإنه في وسط الجنة وأعلى الجنة , وفوقه عرش الرحمن , ومنه تنفجر أنهار الجنة )
وفي صحيح البخاري ( أن الناس يصعقون يوم القيامة فيكون الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أول من يفيق فيجد موسى آخذاً بقائمة من قوائم العرش )
*** عظم العرش :
وصف الله العرش بأنه عظيم ( رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ ) " سورة المؤمنين آية 86 "
وقد بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟ عظمة العرش بوجهين من البيان :
الأول / بإخباره عن عظم الملائكة الذين يحملون العرش , ففي سنن أبي داود بإسناد صحيح يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أذن لي أن أحدث عن أحد حملة العرش ما بين شحمة أذنه وعاتقه مسيرة سبعمائة عام تخفق الطير )
أي يجتاح الطير المسرع إلى سبعمائة عام كي يقطع هذه المسافة .
الثاني / بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عظمه بأن صور عظم العرش بالنسبة للسموات والأرض وصغرهما بالنسبة إليه , قال : الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض , وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات وابن أبي شيبة وهو صحيح بطرقه كما نص على ذلك الألباني في " الأحاديث الصحيحة " 1 / 151
*** تمجيد الله نفسه باستوائه على العرش وأنه رب العرش :
وقد امتدح الرب نفسه بأنه مستو على العرش كقوله ( ذُو العَرْشِ المَجِيدِ فَعّالٌ لَما يُريدُ ) " سورة البروج آية 15 ـ 16 "
وأنه رب العرش ( عَلَيْهِ تَوَكَلتُ وَهُوَ رَبَُّ العَرْشِ العَظيمِ ) " سورة التوبة آية 129 "
ومن شعر عبد الله بن رواحة يمجد ربه سبحانه وتعالى :
شهدت بأن وعد الله حـــــــق وأن النار مثوى الكافريـــنا
وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
وتحملة ملائكـــــة كـــــــرام ملائكة الإله مسوّمـــــــــينا
*** معنى استوائه على العرش :
نحن نجهل كيفية استوائه سبحانه , لأننا نجهل كيفية ذاته , ولكننا نعرف معنى استوى في لغة العرب , فالعرب يقصدون بهذه الكلمة معني أربعة :
" استقر ـ علا ـ ارتفع ـ صعد " كما حقق ذلك ـ ابن القيم ـ راجع شرح الواسطية للهراس ص 80
وهذا النهج هو معرفة معنى الاستواء وجهل الكيفية والنهى عن البحث فيها هو منهج السلف الصالح , فعندما سئل الإمام مالك : ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟؟! قال : ( الاستواء معلوم ) أي معناه في لغة العرب , ( والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ) أي عن الكيفية .
*** أين الله ؟؟ ؟؟ !! !!
أخبرنا سبحانه أنه في السماء مستوٍ على عرشه ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أّنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذا هِي تَمورُ , أمْ أَمِنْتُمْ منْ فِي السًّماءِ أّنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمُ حَاصِباً فسَتعلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرٌ ) " سورة الملك آية 16 ـ 17 "
وقد أخبر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ربه بأنه في السماء , ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباح مساء )
وشهد للجارية بالإيمان عندما أخبرته أن الله في السماء , ففي صحيح مسلم وسنن أبي داود أم معاوية بن الحكم السلمي ضرب جارية له لتقصيرها في الحفاظ على أغنامه , ثم ندم فجاء إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ نادما يستأذنه في اعتاقها , فطلبها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسألها ( أين الله ) ؟؟ قالت في السماء , قال : 0 من أنا ) ؟؟ قالت أنت رسول الله , قال ( اعتقها فإنها مؤمنة .
وقد أرشد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ المريض أن يدعو لنفسه أو يدعو له أخوه بهذا الدعاء ـ وفيه نص على أنه تعالى في السماء ـ ( ربنا الله الذي في السماء , تقدس اسمك , أمرك في السماء والأرض , كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الأرض , اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين , أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ ) رواه أبو داود .
وفي حديث عبد الله بن عمر يرفعه ( الراحمون يرحمهم الرحمن , ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
*** معنى كونه في السماء :
وليس المراد أن جرم السماء تحويه ـ سبحانه وتعالى عن ذلك ـ بل المراد بالسماء العلو ( والفوقية ) فقد وصف نفسه سبحانه بأنه الأعلى ( سَبَحَ اسْمَ رَبَّكَ الأَعْلَى ) " سورة الأعلى آية 1 "
ولا يمكن لمسلم أن يظن أن الله في السماء بمعنى أن السماء تحويه وأنه في جرم السماء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا , كيف والسموات ليست بشيء بالنسبة إليه سبحانه ( وَالسّمواتُ مَطْوِياتٌ بِيَمِينهِ ) " سورة الأنبياء آية 104"
*** علوه سبحانه لا ينافي قربه :
فهو قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه , ويعلم سره ونجواه , وهو أقرب إلى داعيه من عنق راحلته , ويعلم ما توسوس به النفوس , وهو أقرب إليه من حبل الوريد , وهو يعلم السر وأخفى ويعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها , وما ينزل من السماء وما يعرج فيها , وهو مع خلقه بعلمه وقدرته , لا تخفى عليه خافية , وما يعزب عن ربك مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء , ولا أصغر من ذلك ولا أكبر , فهو سبحانه القريب في علوه , العلي في دنًّوه , وهو الأول وبالأخر والظاهر والباطن .
المرجع / العقيدة في الله .
المؤلف / الدكتور عمر سليمان الأشقر .
تعليق