رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
قاتل الله الشيعة...
يخرج قبل الدجال ثلاثين دجالاً...!!!
هناك هدف من وراء كتابة مثل هذه المقالات....
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
رحمك الله يا أبا مصعب...يا من فضحت الرافضة على رؤوس الأشهاد وكشفت مخططاتهم في أرض محمد بن عبد الله
عليه الصلاة والسلام...
وذكّرت الناس-بعدما نسوا أو تناسوا-بالتقيى المتبعة عندهم
وما نقول في ضريح أبو لؤلؤة المجوسي الذي يزورونه ويطوفون به ويُسبحون بحمده..و...إلخ
والحذر الحذر من دعوات تقريب المذاهب المشبوهة
حسبنا الله ونعم الوكيل
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
تقليص
X
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو ب
المشاركة الأصلية بواسطة aadm222يا أخي أسد المعارك مع احترامي الشديد لك وللدكتور الرقب ،، لكن أين يقع الدكتور الرقب من كبار العلماء أمثال أحمد بك المصري (أستاذ شلتوت وأبي زهرة) والشيخ ابو زهرة وشلتوت والشيخ أحمد الباقوري و طه جابر العلواني أستاذ الفقه والأصول في جامعة الإمام محمد بن سعود) الدكتور علي سامي النشار و الدكتور بدران أبو العينين والدكتور أحمد الحصري وفوق كل ذلك الامام الكبير الغزالي ..............................
أظن أنهم أكثر علماً منك ومن دكتورك الفاضل لأنهم لا يتكلمون بلسان حزب ولا حركة ولا مصلحة سياسية بل مصلحة الأمة لأنهم علماء يتكلمون بلسان الأمة كل الأمة...
انتهى،، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
اترك تعليق:
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
يا أخي أسد المعارك مع احترامي الشديد لك وللدكتور الرقب ،، لكن أين يقع الدكتور الرقب من كبار العلماء أمثال أحمد بك المصري (أستاذ شلتوت وأبي زهرة) والشيخ ابو زهرة وشلتوت والشيخ أحمد الباقوري و طه جابر العلواني أستاذ الفقه والأصول في جامعة الإمام محمد بن سعود) الدكتور علي سامي النشار و الدكتور بدران أبو العينين والدكتور أحمد الحصري وفوق كل ذلك الامام الكبير الغزالي ..............................
أظن أنهم أكثر علماً منك ومن دكتورك الفاضل لأنهم لا يتكلمون بلسان حزب ولا حركة ولا مصلحة سياسية بل مصلحة الأمة لأنهم علماء يتكلمون بلسان الأمة كل الأمة...
انتهى،، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
اترك تعليق:
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
المشاركة الأصلية بواسطة أسد المعارك" الوشيعة في كشف كفريات وشنائع الشيعة "
للدكتور صالح الرقب القيادي البارز في حركة حماس
واستاذ قسم دراسات المذاهب في الجامعة الاسلامية
اترك تعليق:
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
الوشيعة في كشف كفريات وشنائع الشيعة
تأليف : د. صالح الرقب
أستاذ مشارك بقسم العقيدة
الجامعة الإسلامية- كلية أصول الدين
الطبعة الأولى
1426هـ - 2005م
الفهرس
نشأة الشيعة الإثنى عشرية:
الرأي الأول: بعض الشيعة الروافض
الثاني:قول كثير من الشيعة الروافض:
الثالث: قول المحققين من أهل السنة وغيرهم:
أسماء هذه الفرقة:-
1- الشيعة:
2- الإمامية:
3- الإثنا عشرية:
4- القطعية:
5- أصحاب الانتظار:
6- الرافضة:
7- الجعفرية:
8- الخاصة:
الكتب الرئيسة عند الإثنى عشرية
اعتقاد الشيعة الإثنى عشرية فـي القرآن الكريم
أولا:عقيدة تحريف القرآن الكريم:
مصنفات الشيعة في إثبات تحريف القرآن:
ثانيا:مهدي الشيعة يحتفظ بالقرآن الكامل:-
ثالثاً:مصحف علي:
رابعاً:العمل بالقرآن ريثما يخرج مصحفهم مع إمامهم المنتظر:
خامسا:عدم اهتمام الشيعة بالقرآن:
سادسا:الشيعة والقول بخلق القرآن:
الكتب المقدسة عند الشيعة
أولا: الصحيفة:
ثانياً:الجامعة أو كتاب علي:
ثالثاً:مصحف فاطمة:
رابعاً:-الصحيفة السجادية:
خامسا: الجفر:-
عقيدة الشيعة فـي السنة
الأصلان الخطيران عند الشيعة:-
الأصل الأول:علم الأئمة يتحقق عن طريق الإلهام والوحي
الأصل الثاني: خزن العلم وإيداع الشريعة عند الأئمة:
حكايات الرقاع:
عقيدة الشيعة فـي الإجماع
عقيدة الشيعة فـي الصحابة رضي الله عنهم
دعاء صنمي قريش:
موقف الشيعة من أبي بكر رضي الله عنه:
احتفالهم بمقتل عمر واشتغالهم بسبه وشتمه رضي الله عنه:
موقف الشيعة من عائشة زوجة النبي رضي الله عنها:
موقف الشيعة من طلحة والزبير رضي الله عنهما:
موقف الشيعة الإثنى عشرية من سعد بن أبي وقاص الزهري رضي الله تعالى عنه:
موقف الشيعة من أبي عبيدة:عامر بن الجراح رضي الله تعالى عنه:
موقف الشيعة من بنات النبي صلى الله عليه:
موقف الشيعة من العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده:
موقف الخميني من الصحابة:
أوجه التشابه بين اليهود والشيعة الإثنى عشرية:
عقيدتهم في أسماء الله وصفاته:
عقيدة الإمامة عند الشيعة الإثنى عشرية
منزلة الإمامة عند الشيعة وحكم منكرها:
وجوب طاعة الأئمة:
علوم الأئمة:
1-علم الغيب:
2-جميع الكتب السماوية عند الأئمة:
3-الحسن يتكلم سبعين مليون لغة:
الله تعالى عند الشيعة يتجلى بمظاهر النبي والأئمة:
الأئمة هم أسماء الله وصفاته:
خلق الله آل محمد من نوره:
الأئمة مخلوقات نورانية:
الغلو فـي كيفـية خلق الأئمة:
الأئمة الإثنا عشر أفضل من الأنبياء:
كرامات الأئمة:
عقيدة ولاية الفقيه:
خلاصة ما عندهم من كفر في اعتقادهم ما الأئمة:
عقيدة المهدية عند الشيعة
أسماء المهدي:
أمه مجهولة:
ولادته:
عمره وقت خروجه:
عقيدة الرجعة عند الشيعة
عقيدة ظهور الأئمة عند الشيعة الإمامية
ظهور المهدي لإغاثة الملهوف:
خرافاتهم فـي خروج المهدي ورجعته:
المهدي يظهر عريانا:
عقيدة النياحة وشق الجيوب وضرب الخدود:
مناسك المشاهد والأضرحة
مناسك وأحكام زيارة القبور
أ-فضل زيارة القبور:
ب- الطواف بها:
ب- الصلاة عند الضريح:
ج- الانكباب على القبر:
د- اتخاذ القبر قبلة كبيت الله:-
عقيدة الشيعة فـي يوم عاشوراء وفضله
كربلاء والكوفة وقم حرم:
عقيدة التقية عند الشيعة
متى يبدأ الشيعة بترك التقية؟
الشيعة والمتعة الجنسية
فضائل المتعة عند الشيعة:
أحكام امرأة المتعة عند الشيعة:
وصاية جنسية:
قاذورات جنسية:
إعارة الفَرْجِ:
الخميني والمتعة:
عقيدة البداء
عقيدة الطينة
فضل تراب قبر الحسين:
شركيات كتاب الكافي للكليني ثقة الشيعة:
شركيات آية الله الخميني
1- اعتقاده تأثير الكواكب والأيام على حركة الإنسان:
2- القول بالحلول والاتحاد:
أ- قوله بالحلول الخاص:
ب- قوله بالحلول والإتحاد الكلي:
3- دعوى النبوة:
عقائد الشيعة فـي الإسلام والمسلمين
أولاً: تكفيرهم من لا يؤمن بولاية الأئمة الإثنى عشر:
ثانياً: النواصب فـي معتقد الشيعة هم أهل السنة والجماعة:
ثالثاً: إباحة دماء أهل السنة:
رابعاً: إباحة أموال أهل السنة:
خامسا:عدم إباحة التزاوج بين الشيعة والسنة:
دعوى التقريب بين أهل السنة والشيعة الإثنى عشرية
أقوال أئمة السلف والخلف فـي الشيعة الإثنى عشرية
طعن الشيعة فـي الأئمة الأربعة:
أهل السنة فـي إيران:
الخطة الإيرانية لتصدير الفكر الشيعي خارج إيران:
التحالف الشيعي المغولي وإسقاط الخلافة الإسلامية ببغداد
التحالف الشيعي الأمريكي:
التعاون الإيراني الصهيوني:
يمكنكم تحميل الكتاب من خلال هذا الرابط
http://www.bbb3.net/vb/showthread.php?t=158
اترك تعليق:
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
" الوشيعة في كشف كفريات وشنائع الشيعة "
للدكتور صالح الرقب القيادي البارز في حركة حماس
واستاذ قسم دراسات المذاهب في الجامعة الاسلامية
اترك تعليق:
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
المشاركة الأصلية بواسطة عاصف الإسلاميبالرغم مما يقومون به
فاغلبيتهم تظل مسلمة وليس لاحد الحق بتكفير ها
انظر لكتاب " الوشيعة في كشف كفريات وشنائع الشيعة " للدكتور صالح الرقب القيادي البارز في حركة حماس واستاذ قسم دراسات المذاهب في الجامعة الاسلامية
اترك تعليق:
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
المشاركة الأصلية بواسطة بوعبيدةالرفحاويقال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله (هناك أناس ـ و تبنّتها الرافضة ـ يدعون للتقريب بين أهل السنّة و الجماعة و بين الرافضة، و خاصة في العصر الأخير كثرت الأصوات في ذلك، و ذلك لأهداف بعيدة المدى. و هذه الدعوى لا شك انها باطلة يراد بها أن يتنازل أهل السنة و الجماعة عن عقيدتهم للرافضة، أو على الأقل أن يغمضوا عيونهم عن مذهبهم الزندقي و الإلحادي و أن يكفّوا عن بيان بطلان هذا المذهب لأبنائهم و لجماعتهم و لا يذكرون بسوء).
بوركت
وضحت الصورة
اترك تعليق:
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
المشاركة الأصلية بواسطة علاء10قال الإمام الشهيد حسن البنا (زعيم الإخوان المسلمين في العالم): (اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون، تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذا أصل العقيدة، والسنة والشيعة فيه سواء وعليه التقاؤهم، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما) .
يقول رحمه الله تعالى: «والإنسان متى حلَّل الحرام المجمع عليه وحرَّم الحلال المجمعُ عليه أو بدَّل الشرع المجمعُ عليه كان كافراً مرتداً باتّفاق الفقهاء». (0 مجموع الفتاوى ج3 ص 267 )
وقال كذلك: «ولا ريب أنّ من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر، فمن استحلّ أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلاً من غير اتّباعٍ لما أنزل الله فهو كافر، فإنّه ما من أمّة إلاّ وهي تأمر بالحكم بالعدل، وقد يكون العدل في دينها ما رآه أكابرهم، بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بعاداتهم التي لم ينزلها الله كسوالف البادية وكأوامر المطاعين فيهم ويرون أنّ هذا هو الذي ينبغي الحكم به دون الكتاب والسنة وهذا هو الكفر، فإنّ كثيراً من الناس أسلموا ولكن مع هذا لا يحكمون إلاّ بالعادات الجارية بينهم التي يأمر بها المطاعون، فهؤلاء إذا عرفوا أنّه لا يجوز الحكم إلاّ بما أنزل الله فلم يلتزموا بذلك بل استحلّوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفّار، والحكم بما أنزل الله واجب على النبيّ وكلّ من تبعه ومن لم يلتزم حكم الله ورسوله فهو كافر». ((منهاج السنة النبوية ج3 ص 22 ))
وقال رحمه الله لما سُئِل عن قتال التتار مع نُطقهم بالشهادتين وزعمهم باتباعهم أصل الإسلام: «...كل طائفة ممتنعة عن الالتزام بشرائع الإسلام الظاهرة من هؤلاء القوم أو غيرهم فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه وإن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين وملتزمين بعض شرائعه كالصلاة، كما قاتل أبو بكر والصحابة مانعي الزكاة، وعلى هذا اتفق الفقهاء بعدهم، فأيّما طائفة امتنعت عن الصلوات المفروضات أو الصيام أو الحج أو عن التزام جهاد الكفار... فإن الطائفة الممتنعة تُقَاتَل عليها وإن كانت مقرّة بها، وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء، وهؤلاء عند المحققين ليسوا بمنزلة البغاة بل هم خارجون عن الإسلام...».(( انظر الفتاوى الكبرى - باب فقه الجهاد ))
وقال: «...فأيّما طائفة امتنعت من بعض بعض الصلوات المفروضات، أو الصيام، أو الحج، أو عن التزام تحريم الدماء، والأموال، والخمر، والزنا، والميسر، أو عن نكاح ذوات المحارم، أو عن التزام جهاد الكفار، أو ضرب الجزية على أهل الكتاب، وغير ذلك من واجبات الدين ومحرماته التي لا عذر لأحد في جحودها وتركها التي يكفر الجاحد لوجوبها، فإن الطائفة الممتنعة تقاتل عليها وإن كانت مقرّة بها، وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء، وإنما اختلف الفقهاء في الطائفة الممتنعة إذا أصرت على ترك بعض السُنن كركعتي الفجر [أي سنة الفجر] والأذان والإقامة، عند من لا يقول بوجوبها ونحو ذلك من الشعائر، هل تُقاتل الطائفة الممتنعة على تركها أم لا؟ فأمّا الواجبات والمحرمات المذكورة ونحوها فلا خلاف في القتال عليها، وهؤلاء عند المحققين من العلماء ليسوا بمنزلة البغاة... فهم خارجون عن الإسلام...». (( مجموع الفتاوى ج28 ص 503 ))
وقال في رسالته "التسعينيّة": «والإيجاب والتحريم ليس إلاّ لله ولرسوله ، فمن عاقب على فعل أو ترك، بغير أمر الله ورسوله ، وشرّع ذلك ديناً، فقد جعل لله نداً ولرسوله نظيراً، بمنزلة المشركين الذين جعلوا لله أنداداً أو بمنزلة المرتدين الذين آمنوا بمسيلمة الكذّاب، وهو ممّن قيل فيه {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}». (( مجموعة الفتاوى ج5 ص 14 ))
وقال أيضاً: «والشرع المنزّل من عند الله تعالى وهو الكتاب والسنّة الذي بعث الله به رسوله ، فإنّ هذا الشرع ليس لأحد من الخلق الخروج عنه ولا يخرج عنه إلاّ كافر». (( مجموع الفتاوى ج11 ص 262 ))
اترك تعليق:
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
المشاركة الأصلية بواسطة أنصار الفاروقالشيعة شيعة والسنة سنة
يكفي انهم يتغنون ويهتفون بإسم قاتل سيدنا علي رضى الله عنه وأرضاه
اترك تعليق:
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله (هناك أناس ـ و تبنّتها الرافضة ـ يدعون للتقريب بين أهل السنّة و الجماعة و بين الرافضة، و خاصة في العصر الأخير كثرت الأصوات في ذلك، و ذلك لأهداف بعيدة المدى. و هذه الدعوى لا شك انها باطلة يراد بها أن يتنازل أهل السنة و الجماعة عن عقيدتهم للرافضة، أو على الأقل أن يغمضوا عيونهم عن مذهبهم الزندقي و الإلحادي و أن يكفّوا عن بيان بطلان هذا المذهب لأبنائهم و لجماعتهم و لا يذكرون بسوء).
اترك تعليق:
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
فتوى الشيخ شلتوت مشهورة ويؤيده فيها الدكتور محمد محمد الفحّام شيخ الأزهر والداعية الكبير الشيخ محمد الغزالي و عبد الرحمن النجار (مدير المساجد بالقاهرة): والدكتور مصطفى الرافعي و محمد رشيد رضا (المحدّث السلفي) الذي قال: (وقد صرحوا - أهل السنة - بصحة إيمان الشيعة، لأن الخلاف معهم في مسائل لا يتعلق بها كفر ولا إيمان، فالشيعي مسلم له أن يتزوج بأي مسلمة. وإذا نظرنا إلى ما أصاب المسلمين من التأخير والضعف بسبب العداوة المذهبية، وأننا في أشد الحاجة إلى التآلف والتعاطف والاتحاد يتبين لنا أن مصاهرة المخالف في المذهب ضرورية) .
كما قال الإمام الشهيد حسن البنا (زعيم الإخوان المسلمين في العالم): (اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون، تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذا أصل العقيدة، والسنة والشيعة فيه سواء وعليه التقاؤهم، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما) .
في نفس السياق يكتب كل من الأستاذ أحمد بك المصري (أستاذ شلتوت وأبي زهرة) والشيخ أحمد الباقوري (شيخ الجامع الأزهر ووزير أوقاف مصر) و طه جابر العلوانيأستاذ الفقه والأصول في جامعة الإمام محمد بن سعود) الدكتور علي سامي النشار و الدكتور بدران أبو العينين والدكتور أحمد الحصري (أستاذ مساعد للفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر) والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق و الأستاذ عبد الرحمن بدوي الدكتور علي عبد الواحد وافي الدكتور حامد حفني داود : (أستاذ الأدب العربي بكلية الألسن بالقاهرة والمشرف على الدراسات الإسلامية بجامعة عليكرة الهند) و الأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي والدكتورة سميرة الليثي والحاجة زينب الغزالي و فكري أبو النصر (من علماء الأزهر الشريف) و محمد الزحيلي (أستاذ بكلية الشريعة جامعة دمشق و الشيخ عفيف عبد الفتاح طبّارة في كتابه روح الصلاة في الإسلام، والشيخ سليم البشري المالكي شيخ الجامع الأزهر و الشيخ عبد المجيد سليم رئيس لجنة الفتوى بالأزهر ومحمد سعيد رمضان البوطي بل ويقول العالم الأزهري خالد محمد خالد: (أما الشيعة بالذات فلهم في نفسي تقدير خاص، ولا يمكن أن ننسى من أعلامهم، أولئك الذين بذلوا جهداً سخياً وداعياً في سبيل تحرير الفقه الإسلامي من أغلاله، وتنقيته من رواسب والشوائب). كمال يقول الدكتور مصطفى السباعي: (فأعود فأكرر دعوتي للمخلصين من علماء الشيعة - وفيهم الواعون الراغبون في جمع كلمة المسلمين - أن نواجه المشاكل التي يعانيها العالم الإسلامي اليوم في انتشار الدعوات الهدامة، التي تجتث جذور العقيدة من قلوب شباب السنة وشباب الشيعة على السواء). (يجب أن تنصب جهود المخلصين من أهل السنة والشيعة، إلى جمع الشتات وتوحيد الكلمة، إزاء الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي وبالعقيدة الإسلامية من أساسها) .
ويقول الدكتور صابر طعيمة: (ومن الحق أن يقال: أنه ليس بين الشيعة والسنة من خلاف في الأصول العامة، فهم جميعاً على التوحيد، وإنما الخلاف في الفروع، وهو خلاف يشبه ما بين مذاهب السنة نفسها (الشافعية والحنفية…) فهم يدينون بأصول الدين كما وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة،، كما يؤمنون بكل ما يجب الإيمان به ويبطل الإسلام بالخروج منه في الأحكام المعلومة من الدين بالضرورة. ومن الحق أن السنة والشيعة هما مذهبان من مذاهب الإسلام يستمدان من كتاب الله وسنة رسوله) .
ويقول الدكتور بدران أبو العينين : (أستاذ الشريعة في كلية الحقوق بجامعتي الإسكندرية وبيروت) (الشيعة جماعة من المسلمين تشيعوا لآل بيت الرسول… وهم يقيمون مع أهل المذاهب السنية، وتربطهم بهم روابط التسامح
ويقول الدكتور محسن العواجي:
أن "الحياد في هذه الأزمة يبقى مرفوضًا مهما كانت مبرراته؛ إذ لا سواء بين الفئتين".
ويشدد في المقال الذي يحمل عنوان "اللهم انصر المقاومين الأبطال، واشدد وطأتك على المعتدين الأنذال" على أنه "من السذاجة النظر إلى حزب الله في هذه الأزمة تحديدًا نظرة طائفية مجردة، ولا سيما أنه تحت قيادة حسن نصر الله الداهية سياسيًّا والشجاع ميدانيًّا مهما اختلفنا معه، رجل السياسة أكثر منه رجل الدين".
واستطرد د.العواجي قائلاً: "الحقيقة التي لا مناص منها هي أن حزب الله في لبنان اليوم في عين الشارع الإسلامي شكّل رأس حربة فعّالة تثخن العدو وتقاوم زحفه ببسالة، وهذا العدو الذي أجمع المنصفون في العالم بأنه عدو مغتصب محتل، لا يراعي عهدًا ولا ذمة".
وشدّد على أن "كل مقاوم لهذا الاحتلال هو بحكم الواقع بطل مقدام سيسجل له التاريخ ذلك، وأقل حق له علينا مناصرته بكل وسيلة مشروعة؛ لأنه صاحب حق مشروع بكل المعايير والأعراف، ويدفع ظلمًا عن نفسه وعن أهله وأرضه".
ولم يكن د.العواجي هو فقط من خرج عن صمته، حيث بدأ عدد من العلماء السعوديين يعلنون عن مواقفهم من العدوان الإسرائيلي، داعين الله أن ينصر حزب الله على "الصهاينة المجرمين".
فقد أعلن الشيخ محمد بن يحيى النجيمي، أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء بالرياض، تأييده الكامل لحزب الله ولمقاومته البطولية.
وقال خلال حديث بثته قناة "المستقلة" السبت 22-7-2006: إنه لولا حزب الله لما كانت بيروت إلا نسخة مصغرة من مستوطنات إسرائيلية كما هو الحال في الجولان والضفة الغربية المحتلة.
وبين الشيخ النجيمي أن ما تقوم به إيران من دعم سياسي لحزب الله هو واجب على كل مسلم. وقال: "إن إيران ربما تدعم حزب الله سياسيا وهذا واجب على كل مسلم، لكنها لا تدعمه لا بالسلاح ولا بالمال".
وبدوره دعا الشيخ موسى القرني رئيس قسم أصول الفقه بالجامعة الإسلامية سابقاً، خلال حديثه على قناة "اقرأ" إلى نصرة حزب الله، مشددا على أنه "يجب على المسلمين نصرة حزب الله لأنه يجاهد الصهاينة المجرمين".
ودعا الشيخ سلمان العودة، المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"، بدوره إلى توحد الصف أمام إسرائيل.
وقال في قناة "إم بي سي": "إن حق الأزمة أن نؤجل خلافاتنا لوقت آخر".
ومضى قائلاً: "إننا نختلف مع حزب الله، وهو خلاف جوهري وعميق كما هو خلافنا مع الشيعة الذي لا يمكن أن يلغى، لكن هذا الوقت ليس وقت الخلاف والشقاق، فعدونا الأكبر هم اليهود والصهاينة المجرمين الذين لم يفرقوا في عدوانهم حتى بين الأطفال والمحاربين".
***
إنني أرجو من القراء مراجعة الفصل الممتاز الذي كتبه الشهيد – إن شاء الله – فتحي الشقاقي بعنوان: "الستة والشيعة.. ضجة مفتعلة ومؤسفة"- الأعمال الكاملة- المجلد الأول- مركز يافا للدراسات والأبحاث- والذي ناقش الأمر مناقشة تفصيلية و أورد أقوالا لآية الله الخميني تحكم بالكفر على من يفرقون بين السنة والشيعة.. كما يورد قول الأستاذ أحمد إبراهيم بك في كتابه (علم أصول الفقه وتاريخ التشريع الإسلامي- طبعة دار الأنصار) ص21 (والشيعة الإمامة مسلمون يؤمنون بالله ورسوله وبالقرآن وبكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ومذهبهم هو السائد على البلاد الفارسية). ثم يقول ص 22 (ومن الشيعة الإمامة قديما وحديثا فقهاء عظام جدا وعلماء من كل علم وفن وهم عميقو التفكير واسعو الإطلاع ومؤلفاتهم تعد بمئات الألوف، وقد اطلعت على الكثير منها) ويقول في هامش نفس الصفحة (يوجد في الشيعة غلاة خرجوا بعقيدتهم من دائرة الإسلام ولكن هؤلاء غير ملتفت إليهم من جمهور الشيعة الإمامية).
ثم يعقب الدكتور فتحي الشقاقي قائلا:
وبعد كل هذا السيل من الشهادات التي لا تنتهي لعلماء الأمة أود أن أشير إلى أولئك الذين حاولوا ترديد فتوى ابن تيمية ضد الرافضة- والتي تضم العديد من فرق الشيعة- وحاولوا سحب هذه الفتوى على الشيعة الإمامية الإثنى عشرية- وبالتالي استغلالها ضد الثورة الإسلامية في إيران- لقد وقع هؤلاء في عدة أخطاء هامة:
- لماذا لم يجدوا في تاريخ الإسلام قبل ابن تيمية مثل هذه الفتوى رغم أن ابن تيمية جاء في القرن السابع الهجري.. أي بعد أكثر من ستة قرون لظهور الشيعة.
- لم يستوعبوا ابن تيمية والتناقضات التي واجهها المجتمع المسلم وهو يواجه الغزو الخارجي.
- لم يحاولوا في غمرة حقدهم على الثورة الإسلامية في إيران وموقفهم السياسي منها .. لم يحاولوا تقصي إذا ما كانت كلمة (الرافضة) التي ذكرها ابن تيمية تنسحب على الشيعة الإمامية الإثنى عشرية أم لا؟
يقول الأستاذ أنور الجندي كتابه الإسلام وحركة التاريخ ص 422 : (والرافضة غير السنة والشيعة).. كما يقول في ص 420 (وقد كان تاريخ الإسلام حافلا بالخلافات والمساجلات الفكرية وبالصراع السياسي بين السنة والشيعة. وتد حرص الغزو الخارجي منذ الحروب الصليبية إلى اليوم على أن يغذى هذا الخلاف وأن يعمق آثاره.. كما يقول: (والحق أن الخلاف بين السنة والشيعة لا يزيد عن أن يكون خلافا بين الأربعة) وحتى لا نقع في وهم أن السنة والشيعة شيء واحد وإنه لم يوجد في تاريخهم غلاة نقرأ ص 421 للأستاذ الجندي (ومن الحق أن يكون الباحث يقظا في التفرقة بين الشيعة والغلاة، هؤلاء الذين هاجمهم أئمة الشيعة أنفسهم وحذروا مما يدسونه).
ثم ينقل الدكتور فتحي الشقاقي على لسان آية الله الخميني كلمة قالها في خطبة له في جمادى الأول 1384 هـ:
(الأيدي القذرة التي بثت الفرقة بين الشيعي والسني في العالم الإسلامي لا هي من الشيعة ولا من السنة.. إنها أيدي الاستعمار التي تريد أن تستولي على البلاد الإسلامية من أيدينا والدول الاستعمارية، الدول التي تريد نهب ثرواتنا بوسائل مختلفة وحيل متعددة هي التي توجد الفرقة باسم التشيع والتستن).
اترك تعليق:
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
قال الإمام الشهيد حسن البنا (زعيم الإخوان المسلمين في العالم): (اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون، تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذا أصل العقيدة، والسنة والشيعة فيه سواء وعليه التقاؤهم، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما) .
اترك تعليق:
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
بالرغم مما يقومون به
فاغلبيتهم تظل مسلمة وليس لاحد الحق بتكفير ها
اترك تعليق:
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
الشيعة شيعة والسنة سنة
يكفي انهم يتغنون ويهتفون بإسم قاتل سيدنا علي رضى الله عنه وأرضاه
اترك تعليق:
-
رد : إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
قال الإمام الشهيد حسن البنا (زعيم الإخوان المسلمين في العالم): (اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون، تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذا أصل العقيدة، والسنة والشيعة فيه سواء وعليه التقاؤهم، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما) .
اترك تعليق:
-
إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟..د. القرضاوي: الخميني كفر من سب أبو بكر رض
مفاجآت لبنان:
بطولة المجاهدين.. وخيانة الحاكمين..
***
ما أعظم الشعب وما أحط الحكام ...
***
إن كان الشيعة كفارا فلماذا يسمح لهم بالحج؟!
الخميني لمن سب سيدنا أبي بكر :هذا كفر
انتبهوا فالثأر قادم والانتصار آت
بقلم د محمد عباس
[email protected]
طوال الوقت، أبخع نفسي، و أقرعها لأنني لم أكتب عما يجري في لبنان، وكان ذلك على الرغم مني، فلقد فوجئت حقا بعجزي عن الكتابة، كان كل شيء هائلا، وكان البيان عصيا واللسان عييا والقلم أبيا.. وكانت وسائل التعبير ضئيلة وهزيلة أمام أحداث هائلة وجليلة.. كنت مثل جالفر في رائعة الكاتب الإنجليزي جوناثان سويفت .. كنت مثله عندما حملته الأعاصير والأمواج إلى بلاد العمالقة فكان كل شيء في العالم الجديد الذي دهمه هائلا وعملاقا وكان كل شيء يملكه أو يخصه صغيرا وضئيلا ويكاد يكون بلا قيمة.. ولقد دهمتني المقاومة الإسلامية و أنا أصارع الغرق في بحار اليأس وليس ثمة ضوء أراه إلا ببصيرتي وليس ثمة شاطئ أراه إلا بقلبي.. دهمني طوفان الإيمان والجهاد وحاولت أن أكتب على الفور ولكن قلمي كان صغيرا صغيرا صغيرا وكانت كل الوقائع هائلة.. فقدرت أن صوتي مهما ارتفع لن يسمع.. و أن كتابتي مهما تضخم حجم حروفها لن تقرأ ولن تنفع .. أما الأحاسيس فكيف يمكن اختزال المعجزة في سطر أو الكارثة في جملة أو الخيانة في تقطيبة اشمئزاز و ازدراء.. نعم.. كانت كل الأحداث عملاقة.. اليأس كان عملاقا عند من عميت بصيرته عن قدر الله ووعده.. والعجز كان هائلا والخيانات كانت هائلة و أظلم الكون إلا من ومضة شهيد يلمع لحظة كالشهاب ثم يمضي.. وفجأة حملتنا الأحداث إلى بلاد العمالقة ليصبح كل شيء فوق مستوى التصور.. أسر الأسيرين وقتل ثمانية جنود إسرائيليين كان حادثا كبيرا.. ورد المجرمين الصهاينة بإعلان الحرب الشاملة كان حادثا هائلا وكبيرا.. والقدرة المذهلة لحزب الله على امتصاص الصدمة كانت حادثا عملاقا.. والسيد حسن نصر الله كان عملاقا لحد الأسطورة.. وخيانات حكامنا كانت هائلة لدرجة أن مجرد وصف ما حدث بالخيانة هو إخلال هائل بالمعنى.. كأن نَصِفَ تسونامي بأنه كان موجة عالية .. ذلك أن تسونامي كان أكبر من موجة بما لا يقاس كما كان فعل الحكام أكبر من الخيانة بما لا يقاس..
أيضا كانت خيبة بعض الفتاوى مرة وضخمة.. كانت ما بين خطأ قد يُغفر.. وجهل قد يُعذر..وخيانة لله أدعوه ألا تعذر وألا تغفر.. وكانت إسفافات كتاب المارينز العرب هائلة ومخزية ومشينة.. لقد توقف العقل والفكر والمنطق ومات الحياء.. لم تعد الحجة تقرع الحجة.. ولم يعد الصواب ينتصر ولا باتت الحقيقة تظهر.. والناس.. الذين فقدوا صفتهم البشرية .. وذلك الشيء الرائع الذي يجعل الإنسان ينتصر للحق حتى لو دفع حياته مقابل انتصاره لهذا الحق.. يكاد هذا النموذج ينتهي لتبقي كائنات شيطانية تتخصص في الدفاع عن موقف أو في الهجوم على موقف بغض النظر عن الحجج والمنطق والعدل وتداعيات الأحداث.. نماذج تشوهت حتى أصبحت طباعها كطبائع الحيوانات المفترسة التي لا يغير من طبيعتها الحيوانية عقل ولا ضمير ولا رأي، أو كأنها كلاب صيد لا هم لها إلا الدفاع عن سيد أو الانقضاض على أعداء هذا السيد... و أنا والله يا قراء لا أبالي بأي اختلاف حقيقي في الرأي مهما كان.. لكنني أكره تلك الوجوه الصفيقة الكذابة التي تدعي الرأي بينما تخفي العمالة والخيانة والإفك.. لا أبالي أن يقول كل واحد ما بداخله مهما كان.. لا أن يؤمر أن يقول كذا وكذا فيقول.. طمعا فيما عند الناس.. فما أرخص الثمن.. وقبل أن أدخل في التفاصيل فإنه لا مانع عندي من أن أقرأ حتى لسني يكفر الشيعة أو لشيعي يكفر السنة.. لا مانع عندي من أن أقرأ مثل ذلك متبرئا من كل ما يخالف الأحاديث النبوية الشريفة حول عواقب تكفير المسلم.. أقبل قراءته بشرط واحد.. أن يكون ما يقوله نابع من نفسه وفهمه واقتناعه.. وهذه الفئة أحييها مهما كان بأقوالها من شطط و أدعو للجميع بالهداية.. لكن موضوعي هنا هو تلك العصابات الآثمة من النخبة التي تدين هذا و تكفّر ذاك لمصلحة إسرائيل و أمريكا وبناء على توجيهات جلالة الملك أو فخامة الرئيس.. الطوفان الدنس الذي ينطلق من هؤلاء يصيبني بالمرض.. وفي وسط هذا الطوفان العفن كنت أستصغر أي كتابة مني.. فكيف أرد على سبيل المثال على من ينكر الحقائق الساطعة ويهرف بأكاذيب .. كيف أواجه من ينكر انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان بينما يعترف موشي آرينز, وزير الدفاع الإسرائيلي السابق, بأن الجيش الإسرائيلي تكبد في حربه الأخيرة علي لبنان هزيمة لم يسبق أن تكبدها من قبل في أي من الحروب التي خاضتها إسرائيل.جاء ذلك في الخطاب الذي هاجم فيه آرينز حكومة إيهود أولمرت خلال الاعتصام الذي شارك فيه أكثر من30 ألف إسرائيلي بساحة رابين, للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في مجريات هذه الحرب. الأهرام – العدد 43743
ومن ناحية أخرى كيف أعبر عن حجم هزيمة إسرائيل وحجم انتصار المسلمين. كيف أعبر بالكلمات القزمة عن كل هذا..كيف أتحدث بالعقل والمنطق والقلب والذاكرة والتاريخ والوجدان والضمير عن مارون الراس وبنت جبيل كقريتين؟!.. أهما قريتان أم قارتان؟! أهما من قرى العالمين أم خيالات تحلق في عالم الأساطير.. كيف أتحدث عن مرجعيون كمدينة صغيرة وهي التي صرح القائد اليهودي أنها أكبر من أن تستطيع إسرائيل احتلالها.. إسرائيل التي احتلت فلسطين كلها والضفة الغربية كلها والجولان كلها وسيناء كلها في سويعات – لا أيام- تعجز بعد شهر عن احتلال مرجعيون فكيف تُكتب الحروف وكيف تُفهم؟!..إن كلمة الشجاعة تتضاءل أمام ما فعله المجاهدون في لبنان.. تتضاءل حتى أنني أتخيل أنه يجب علينا البحث عن كلمة أخرى ننحتها لتعبر عما جرى.. كلمة الخيانة أيضا قد تصف أحداثا لا تتواءم أبدا ولا تتكافأ مع حجم خيانة الحكام الذين تواطئوا مع إسرائيل ضد حزب الله.. كان علىّ أن أنحت من الحروف كلمة أخرى تعبر عن هذا القدر الرهيب المروع من الخيانة والخسة.. كان علىّ أيضا أن أبحث عن كلمة تصف أولئك العلماء الذين شقوا صدر الأمة وبلبلوا يقينها.. كلمة لا يكون الفارق فيها بين العلماء والعملاء إلا تقديم حرف وتأخيره..
كانت أحاديث الأصدقاء والقراء تقرع رأسي كمطارق ضخمة: اكتب .. اكتب.. اكتب.. اقطع سلسلة مقالاتك واكتب .. دافع عن البطل حسن نصر الله.. إياك أن تدافع عنه.. هاجمه.. اكشف تحالفه مع العدو.. بل اكشف خيانات حكامنا وعمالتهم لأمريكا و إسرائيل..إنه كافر وإياك أن تدعو له.. بل هو سبط عظيم للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.. إنه صلاح الدين.. بل هو ابن العلقمي.. اكتب.. لا تكتب أقدم.. بل أحجم.. أقدم.. أحجم.. أقدم .. أحجم .. وكان الدوار يشملني.. وكنت أتلمس الأعذار.. ولم أكن مقتنعا أنا نفسي بالأعذار والمبررات التي أسوقها، و أهمها أنه ليس لدي وقت على الإطلاق، فثمة وقت يضيع في قضاء الحاجات الأساسية اليومية للحياة .. تلك التي قلصها الزهد والسأم والاشمئزاز والعزوف، وثمة وقت آخر أقضيه في نوم مزعج لكنه نصف الوقت الذي تعودت عليه، حيث أقفز كل آن من فراشي مفزوعا كالملدوغ كي أدرك نشرة أخبار أو برنامج، أعود بعدها متوسلا إلى نوم قد هجرني بيد أنه لا يعود، وبعد الحاجات الأساسية والنوم لا يبقى لي إلا ساعات متطاولة متضائلة في آن، كنت أقضيها – طيلة احتدام المعارك- مشدوها أمام شاشات قنوات الجزيرة والمنار والعالم، وقد سقطت القنوات الأخرى، سقطت في مياه دنسة بعد أن استولى عليها القوادون والعاهرات بل إن هناك من هؤلاء و أولئك من يتوبون أو يتبن فتحسن خاتمتهن أما هؤلاء فلا يتوبون أبدا .. أتابع الأحداث فيخفق قلبي، ويتمزق ضميري، بل ويتمزق عقلي أيضا. مع صواريخ حزب الله ينفجر القهر المكبوت وتفعم مشاعري بالفخر. ومع غارات القراصنة و أشلاء الشهداء لا تتشظى الموجودات فقط بل يتشظى الزمن والجغرافيا والتاريخ.. ولكم كان الأداء البطولي المذهل لحزب الله يملأ روحي بالفخار والانكسار في آن.. الفخار بأداء الأبطال والانكسار للذكرى المذلة المهينة لهزيمة 67.. لماذا لم نحارب أيامها بهذه الشجاعة والبطولة؟. تنحدر الذكري من الوعد الصادق للسيد حسن نصر الله إلى الوعد الكاذب لحكامنا.. 1948 والنصر الموهوم الذي يذهلني كيف بنوا حساباته وهم يدخلون المعركة بعد تجريد الفلسطينيين والإخوان المسلمين من السلاح لتدخل جيوش بلا تدريب ( إلا تدريب خفراء الدرك)..كان مجموع الجيوش أقل من ربع عدد العصابات اليهودية وكلها مدرب على أعلى مستوى.. ومعظمهم حصل على تدريبه في الجبهات الكبرى في الحربين العالميتين الأولى الثانية..( مجموع الجيوش العربية كان 18500 جندي وضابط مقابل 64000 جندي يعاونهم في المستعمرات الصهيونية عدد مماثل إذا ما دارت المعركة داخل المستعمرات.. بمعنى أن 18500 جندي وضابط بمستوى تدريب الخفراء كانوا يواجهون 128000 بمستوى خبرة عالمية). والأدهى والأنكى والأمر.. أن الجيوش العربية عندما دخلت منعت المجاهدين من المقاومة.. على جميع الجبهات.. ففي الأردن أصدر قائد الجيش البريطاني الجنرال جلوب يكبل الجيش الأردني رغم ضعفه حتى وصل به إلى درجة الشلل.. وفي مصر كان النقراشي ثم إبراهيم عبد الهادي يقومان بالمهمة المدنسة ويعتقلون الإخوان المسلمين.. ونفس الأمر كان يحدث مع الجيش العراقي..
في كل المعارك بيننا وبين إسرائيل فيما عدا حرب الاستنزاف و73 و2006 كنت أسأل نفسي: ترى لو قام بقيادة جيوشنا ضباط إسرائيليون فهل كانت نتيجة المعارك بيننا تختلف؟..
وكنت أجيب نفسي بصراحة موجعة تبدو ساخرة بينما هي جادة كأكثر ما يكون الجد..كنت أجيب أنهم لو كانوا يهودا إسرائيليين صهاينة لكان أداؤنا أفضل.. كانوا سيغارون على كرامتهم وكبريائهم وشرفهم العسكري.. وكانوا سيبدون حدا أدنى من المقاومة على الأقل ليقنعوا العالم أن هناك حرب..
ماذا كان علي حكامنا لو تركوا المجاهدين ليفعلوا ما يفعله اليوم السيد حسن نصر الله ومعه ألفان أو ثلاثة آلاف من المجاهدين؟!..
ماذا كان يحدث لو تركوا المجاهدين يجاهدون؟
هل تريدون الإجابة؟..
أنا آتيكم بها.. ليس على لساني و إلا اتهمتم تحيزي إلى الحق.. إنما آتيكم بها على لسان كارمي جيلون، الرئيس الأسبق للشاباك، الذي قال في حديث للقناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلي يوم 18-7-2006 :
- "إنني متأكد أن الحركة الصهيونية لم تكن لتستطيع الإعلان عن قيام دولة إسرائيل في 1948 لو كان هناك قبلها عرب على شاكلة رجال المقاومة الفلسطينية ومقاتلي حزب الله".
نعم..
لو وجد أناس من نوع السيد حسن نصر الله و المجاهدين في لبنان وفلسطين لما أمكن إعلان دولة إسرائيل أصلا..
ولو ترك أناس كالشيخ محمد فرغلي ويوسف طلعت ( اللذان أعدمهما عبد الناصر فيما بعد) والبطل أحمد عبد العزيز الذي قتل – غيلة بأمر الملك فاروق فيما أظن- على مشارف كتيبة جمال عبد الناصر!!.. كان فاروق يخشى من البطل ومن الإخوان وكان القرار بالعصف بالجميع .
هل تريدون إجابة أخرى:
لقد قال قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ألان بيلليغريني في مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية أنه لا يمكن هزيمة حزب الله عسكريا، مضيفا أكرر القول من المستحيل تحقيق أي نصر عسكري ضد الحزب..
هل يمكن أن تقال هذه الكلمة عن أي جيش عربي.. أو عن أي حزب عربي.. أو حتى عن مجموع الجيوش والأحزاب؟!
فهل علمتم الآن يا قراء لماذا لا يسمحون لنا أن نخوض المعركة تحت راية الإسلام. وهل علمتم أنهم لم يطلبوا نزع سلاح حزب الله إلا بعد أن نزعوا سلاح الجيوش العربية جميعا، لا بسلبها من أيديهم، بل بفعل ما هو أخطر، بتوجيهها إلى شعوبهم، بعد أن اتخذوا الترتيبات والآليات ما يجعل هذا السلاح لا يوجه إلى العدو أبدا، ذلك أن التخلص من ذراع أو ساق – على سبيل المثال- لا يستلزم بترهما، فإن إصابتهما بالشلل تكفي، بل ربما تكون أخطر، فوجود العضو المشلول قد يعطي إحساسا زائفا باحتمال الشفاء، أما البتر فقد يستدعي ابتداع وسائل أخرى، تماما كما استدعى شلل الجيش اللبناني وجود المقاومة الإسلامية.
هل علمتم ماذا يصيب الغرب لو تكرر وساد منهج المقاومة الإسلامية في لبنان.
وهل تعلمون رعبهم منا بسبب الجرائم التي ارتكبوها في حقنا وخوفهم من ساعة الحساب والانتقام و الثأر..
يقول روبرت فيسك: كلما رأيت بشاعة كهذه، يمثل أمامي مباشرة الشرق الأوسط حيث أعيش. أتساءل عمّا يحضّره العالم الإسلامي لنا، ربما عليّ إنهاء كل تقرير لي بعبارة: انتبهوا!
نعم.. فيسك يفهم وبعرف ويقرأ المستقبل..
فانتبهوا فالثأر قادم والانتصار آت.. آت.. آت.. آت..
***
كانت الهزيمة في عام 1948 مذلة ومهينة.. وفي عام 1956 كانت الهزيمة العسكرية كاملة ودمر الجيش المصري.. ولولا المخطط الأمريكي لكانت الهزيمة شاملة لكن أمريكا كانت تخطط للقضاء على بقايا النفوذ البريطاني والفرنسي لترثه هي.. لذلك خلصت مصر من براثنهم لتوقعها في براثنها.. ولو كان عندنا جيش كجيش المقاومين الإسلاميين لما وقعنا في براثن هذا أو ذاك..
عام 1967 كانت الطامة الكبري.. وكالعادة وككل معركة صاحبها أو سبقها أو تبعها التنكيل بالاتجاه الإسلامي..
في 1967 تصرف الجيش بنفس درجة الخيبة التي تصرفت بها – منذ أسابيع قليلة- كتيبة مرجعيون تحت قيادة اللواء عدنان داوود حين امتزجت الخيبة بالخيانة .. وانكشف نوع الجيوش الذي تريده إسرائيل على حدودها.. مما يشكل إهانة لكل الجيوش العربية يذهلني صمت هذه الجيوش عليها. حكاية اللواء عدنان داوود بإيجاز أن المقاومة الإسلامية لاعتبارات وحساسيات عديدة لم تتواجد داخل مرجعيون ذات الأغلبية المسيحية.. وبقيت على المشارف حيث استهدفت طابورا مدرعا إسرائيليا فشطرته ولاذ النصف الخلفي بالفرار إلى إسرائيل.. أما النصف الأمامي فقد فر إلى الأمام نحو ثكنة عسكرية للجيش اللبناني ملتمسا منهم الحماية ولو كأسرى.. لكن الوضع انقلب فجأة ليستولي بضعة عشرات على الثكنة كلها وليتخذوا من 350 من الجيش اللبناني رهائن و دروعا بشرية.. وليرفع الجيش اللبناني الراية البيضاء.. وليحمي آسريه من المقاومة الإسلامية التي كانت تحاصرهم وكان المتوقع قتلهم أو أسرهم.. وانفجرت الفضيحة بعد فترة.. كان اليهود لائذين فعلا.. وكانوا مهددين بالقتل أو الأسر.. وتمت اتصالات وصلت إلى مستوى بوش شخصيا.. وترتب على هذه الاتصالات أن تغير السيناريو بإخراج أمريكي فتحولت العصابة اللائذة الهاربة من مأسورة إلى آسرة.. انتهت الحكاية!! ولكن لها ذيلا يعبر عن مدي خسة اليهود التي لا تنقطع أبدا.. فقد كان - كإكمال للتمثيلية الفاضحة- لابد لقوات الأمم المتحدة أن تصطحب جنود الجيش اللبناني- المأسورة!- إلى الشمال.. و أثناء الرحلة قصفتهم إسرائيل فقتلت منهم ثلاثة وجرحت العشرات!!..ويبقى في الجراب ذيل خسيس آخر: كانت إسرائيل هي التي فضحت الأمر كله!!.
***
نعود إلى عام سبعة وستين وتسعمائة و ألف.. تكويني الذكرى ويشوينى الألم ويخنقني الذل و أنا أقارن دفاع حزب الله الأسطوري عام 2006 وهزيمة جيشنا الأسطورية أيضا لكن في الاتجاه المضاد عام 67..حيث كانت جل قياداتنا فيها من نوع الخائن عدنان داوود.. قائد كتيبة مرجعيون..
يقول أمين هويدي وزير الحربية المصري الأسبق (ورئيس المخابرات العامة) ..
قبل ستة أشهر من يوم 5 يونيو 1967 اقترح الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القيادة العشرة المشتركة أن يرسل الأردن من محطة رادار جبل عجلون المكلفة برصد تحركات الطائرات الإسرائيلية التي تطير بارتفاعات منخفضة وإنذارا إلى مركز العمليات العام الذي كان يشرف عليه الفريق فوزي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ولأهمية عامل الوقت في مثل هذه الأحوال، اتفق على أن ترمز كلمة: عنب، عنب، عنب، إلى بدء الهجوم المعادي.. صباح 5 يونيو أرسلت محطة عجلون إشارة بوجود موجات متتابعة من مقاتلات العدو تتجه نحو الجنوب الغربي، مضيفة اللفظ الكودي: عنب، عنب، عنب.. وصلت الإشارة، لكنها ضلت طريقها إلى الأماكن المناسبة لسببين، كان مركز العمليات مقفلاً لا يعمل، ثم أن الشفرة كانت تغيرت في اليوم السابق دون تبليغ من يهمهم الأمر بهذا التغيير..
لم تكن إشارة عجلون هي الفرصة الضائعة في صباح ذلك اليوم الأسود، إذ كان العدو قد بدأ الحرب فعلاً في الساعة السابعة والربع، أي قبل الضربة الجوية بحوالي تسعين دقيقة. سمعت إحدى دورياتنا الأمامية منذ الرابعة صباحاً أصوات عربات جنزير وشاهدت أضواء أرسلت إشارة بالموقف بعد السابعة بقليل، ولكن الإشارة لم تصل إلى غرفة العمليات إلا في الساعة التاسعة وأربعين دقيقة. وهو وقت طويل جداً لأنه كان يكفي لوصولها دقائق إذا كانت المواصلات جيدة. قامت طلائع العدو على المحور الأوسط بسيناء باحتلال موقع متقدم في منطقة أم بسيس.
***
أتأمل بطولات المجاهدين في لبنان.. أفخر.. لكن سهام الخزي ما تلبث حتى تخترق جسدي منطلقة من عام 1967.. أقارن بين من حمل الأمانة وبين من مارس الخيانة.. أقارن بين أداء جيش هائل يفر حافيا مذعورا متخليا عن سلاحه المدمر بسبب خيانات قياداته وبين مئات في لبنان كل واحد منهم بأمة وقائدهم – السيد حسن نصر الله- لا يستعبدهم بل يعلن أنه يقبل رؤوسهم و أيديهم و أرجلهم.. كانوا بلا غطاء جوي على الإطلاق.. والعزاء الذي عشنا عليه حتى الآن ما يقرب من أربعين عاما من الهزيمة كانت حتمية بعد ضرب الطيران يثبت أنه عزاء مزيف تماما كما كان جمال عبد الناصر زعيما مزيفا وكما كان عبد الحكيم عامر قائدا مزيفا وكما كان محمد حسنين هيكل مفكرا مزيفا.. مع النصر المعجِز عام 2006 رحت أستعيد الهزيمة المعجِّزة عام 67.. لن أسألهم لماذا دمر الطيران عام 67 كما دمر عام 56؟! بل أسألهم لماذا لم يقاوموا بدون طيران كما فعل حزب الله؟.. لكن كيف المقارنة وقد كانوا حزب الشيطان.
يقول أمين هويدي: في الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة من ذات اليوم، قام العدو بضربته الجوية على مطاراتنا في وقت واحد ولكن الأوامر كانت قد صدرت لقوات الدفاع الجوي بالصمت، وعدم التعرض لأي تحركات جوية في أجوائنا، لأن القائد العام (عامر) وقائد القوات الجوية والدفاع الجوي ورئيس هيئة العمليات وآخرين كانوا في طريقهم إلى سيناء في عملية تفتيشية مستخدمين الطائرات. ويلاحظ أن المشير وقيادته اختاروا يوم 5 يونيو للذهاب إلى سيناء، وهو نفس اليوم الذي كان عبد الناصر قد توقعه لبدء هجوم العدو..
أما الجزء الآخر من القادة، وبينهم رئيس أركان الحرب الفريق فوزي، فكانوا في نفس الوقت قد انتهوا من توديع المشير في مطار الماظة وعادوا إلى منازلهم لتناول طعام الإفطار، كما يحدث في الأيام العادية، وكأن قواتنا لم تكن أمام الذئب. علماً بأن التعليمات الروتينية تنص على انه في حالة غياب القائد يتحتم على نائبه الوجود في مركز الرئاسة! أي أن الباقين من القادة كانوا في منازلهم. مركز القيادة الذي تدار منه العمليات كان مقفولاً، لا يستقبل أو يرسل أي رسائل، رغم إعلان حالة التعبئة وحشد القوات في سيناء. والشيء الأغرب أن كل قيادات الجبهة كانت متجمعة في مطار المليز لاستقبال المشير حينما يصل بطائرته، لماذا التوديع في القاهرة؟ ولماذا الاستقبال في المليز؟
لست أدري في هذا الوقت، ونحن على هذه الحال، ضرب العدو ضربته منفذاً خطة "كولومب" أصدر المشير عامر أوامره بالعودة إلى مطار القاهرة الدولي ليستقل هو ومن معه عربة تاكسي ليتوجه بها إلى مركز قيادته المغلق..
الدفاع الجوي ظل على صمته لأنه كان مقيداً بسبب طائرة المشير، علماً بأن الأوامر المستديمة تقضي بفتح النيران عند حدوث أي عدوان مباشر حتى ولو كان هناك أمر بتقييدها لأي سبب كان.. "أمين هويدي" 50عاماً من العواصف/ما رأيته قلته")- وزير الحربية المصري ورئيس جهاز المخابرات زمن عبد الناصر.
الآن أفهم لماذا تحرص إسرائيل على محاولة اغتيال قيادات حزب الله بنفس درجة حرصها على عدم اغتيال قياداتنا : فالهدف واحد!!..
***
فور اندلاع الحرب خرجت صحيفة ناصرية بمانشيت يقول:
حسن نصر الله على طريق عبد الناصر..
وانقبض قلبي!.. لو كان في النفس متسع للضحك العبثي الصاخب لضحكت لكن القلب مفعم بالحزن والخوف والرجاء والأمل.. على طريق عبد الناصر!!.. إذن فالاتصالات السرية مع إسرائيل طيلة حكمه – راجعوا هيكل على قناة الجزيرة- ثم الهزيمة في ساعتين وسحق الجيش في يومين والاستسلام التام في ستة أيام ثم الحزن مائة عام!!..
ما أرجوه صادقا أن يعيد الناصريون قراءة التاريخ ليزيلوا آثار غسيل المخ الذي لحق بهم.. ولست أدعوهم لقراءة تاريخ كتبه الأعداء.. بل أدعوهم للاقتصار على كتابات الضباط الأحرار و أنصار الثورة وسوف يكتشفون كم خدعوا وكم امتهن ذكاؤهم.. وكم يستمرون في التيه طالما ظلوا على أفكارهم.
***
في البدايات الأولى فور اشتعال المعارك على حدود لبنان كنت أدرك إن ما أراه مستحيل.. فهذه المعركة أهم من كل حروبنا مع إسرائيل.. إنها المعركة التي ستحدد : إما أن يستمر انهيارنا لقرن آخر و إما أن يبدأ انهيار إسرائيل.. واجهني بعض الأصدقاء حينها بأنني أبالغ.. لكن وزير الحربية ورئيس المخابرات الأسبق أمين هويدي والذي عاصر كل حروب العرب مع إسرائيل أيد – بعد المعارك- ما كنت أقول:
- من كان يحلم بأن ينقل طرف عربي الخوف والوجع إلي إسرائيل, فيهددها لأول مرة في تاريخها, ويضرب عمقها واصلا إلي صفد وطبريا والعفولة, ويدفع بسكانها إلي المخابيء التي لم يدخلوها منذ نصف قرن. بل ولا يتردد في التصريح بضرب تل أبيب إن هي قصفت بيروت؟ ـ من كان يخطر له أن تنجح المقاومة الإسلامية في هدم نظرية الأمن الإسرائيلي, وإفقاد العدو قدرته علي الردع, وإسقاط هيبة الجيش الذي قالوا إنه لا يقهر, وأيضا إسقاط هيبة أجهزة المخابرات الثلاثة: الموساد والسي آي إيه( الأمريكية) ومخابرات حلف الناتو؟ ـ من كان يتصور في أجواء الإحباط والهزيمة المخيمة أن تقلب المعارك بالكامل في المنطقة, علي نحو يحدث نقلة نوعية مهمة في موازين القوي, تجاوزت بكثير ما حققه العبور المصري إلي سيناء عام73. وهي النقلة التي أكدتها بنجاح علي الأراضي, وستحقق هدفها, وستجني الأمة العربية ثمارها, إذا أحسن السياسيون توظيفها بنفس درجة الكفاءة التي شهدناها في ساحة القتال. (الأهرام 15-8)..
***
كنت من الكرب في كرب و أنا أرقب المعركة مفزوعا من الهزيمة داعيا بالنصر .. وكنت رأيي الذي كنت – وما زلت- مقتنعا به هو أن السيد حسن نصر الله يتفوق على كل قيادات إسرائيل كقيمة وذكاء وتخطيط واستراتيجية.. كما أن إيران تتفوق على أمريكا بنفس الشكل.. لذلك فقد كنت أرى نوعا من النصر.. لكني لا أدري كيف يأتي وكم يكون حجمه.. أركز على هذا الأمر.. في الفكر والأخلاق والحضارة والإنسانية والتنبؤ العلمي بالمستقبل فإن الغرب وعلى رأسه أمريكا متخلف جدا.. إنه حيوان تكنولوجي لا يرى أبعد من مجساته الإليكترونية.. دون أي بعد أخلاقي أو معنوي.. لذلك فهو لا يفهم أبدا معنى انتصار الإرادة على التكنولوجيا أو الخير على الشر..
كانوا يحسبونها مادة لمادة وكنت أُدخل القدر والإرادة والإيمان والحساب.. وكان يصحب ذلك سري الخاص وكنزي الذي كنت أخفيه عن العيون..
نعم.. كان سرا.. وكأنما ائتمنني السيد حسن نصر الله عليه بعد أن أرسله بشفرة لم يفهمها إلا قليل!!..
كان قد قال في كلمة له:
- المطلوب أن نصبر وان نصمد وان نواصل وبالتالي الأمور لن تبقى كما هي. نحن إن شاء الله موعودون بالنصر وسوف ننتصر في هذه المعركة كما انتصرنا في غيرها (26-7-2006)..
وقرأت ما بين الحروف وما تحت السطور وعرفت أنه يهمس لنا بسره فمن شاء سمعه ومن شاء أصم أذنيه..
نعم..
كان سرا منحني من الطمأنينة أكثر بكثير مما منحنيه العقل والمنطق والتقدير.
ولن أخفي السر عنكم الآن .. لكنني قبل أن أفضي به إليكم أستميحكم عذرا لأروي لكم هذه الواقعة على لسان الدكتور زغلول النجار حيث نشرها في مقالاته في صحيفة الأهرام كما أذاعها في فضائيات عديدة:
" وقد جاءني ـ ذات مرة ـ طبيب أمريكي أسلم, ولم يقرأ من القرآن سوي قوله تعالي: "ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين".. البقرة.. فقال: كتاب يصف نفسه بذلك لابد أنه كتاب من رب العالين فالواحد منا إذا كتب خطابا, وبات حتى الصباح, يقوم بتغيير نصفه علي الأقل, وهو مجرد خطاب, ولو بات الخطاب معه مرة أخري, فإنه سيقوم بتعديله كاملا".
***
كلمة واحدة تميط اللثام وتكشف السر وتفك اللغز لمن يهديه الله إلى قراءتها القراءة الصحيحة..
كلمة واحدة ككلمة: " لا ريب" ..
والآن أفضي إليكم بسري... والسر كامن في كلمة في الجملة التي جاءت على لسان السيد حسن نصر الله والتي استشهدت بها في الفقرة السابقة.. :" نحن إن شاء الله موعودون بالنصر وسوف ننتصر في هذه المعركة "..
عندما سمعتها ارتجف قلبي.. الرجل معروف بدقة تعبيراته وحرصه وصدقه وذكائه.. كيف يقول " في هذه المعركة" .. لو أنه قال: " في المعركة" لحملتها على البشارة المجملة بالنصر الموعود الذي لا ريب فيه فهو آت.. آت.. آت.. آت.. لكنه يقول " في هذه المعركة"..
لديه وعد محدد إذن ..
وانبثقت الرؤية باهرة كالشمس لتضئ قلبي..
الرجل لديه وعد محدد بالنصر..
وهذا الوعد لا يمكن أن يأتي إلا من سبيل واحد..
إنها رؤيا جاءه فيها جده المصطفي عليه الصلاة والسلام ليعده بالنصر..
وكان هذا هو سر يقيني بالنصر حتى قبل أن تبدأ ملحمة بطولة القتال البري المذهلة التي أسفرت عن نصر يكفيني في وصفه ما قاله جواد البشيتي في القدس العربي 17-8:
- "كل صمتهم لن يمنعهم، ولن يمنع الأمة بأسرها، من سماع دوي النصر الذي ليس كمثله نصر!" ..
جملة اعتراضية:
( قبل أن يقيم علىّ الحجة متنطع هالك فالمعنى : ليس كمثله نصر في عصرنا!..ففي تعبيرات مثل هذه كفر الهالك ربيع المدخلى الشهيد-إن شاء الله- سيد قطب.. ولعبارات مثلها تكفر بعض طوائف المسلمين بعضها بعضا..) ..
عندما احتدمت الملحمة وحمي الوطيس كنت أقول لنفسي مطمئنًا:
- لا تقلق .. :" نحن إن شاء الله موعودون بالنصر وسوف ننتصر في هذه المعركة "..
وعندما بدت بشائر النصر المذهل كنت أقول:
- هاهو الوعد يتحقق.. ها هي ذي الرؤيا تتجسد.. هاهو ذا النصر الموعود ..
***
كانت الرؤيا تتجسد بالفعل..
وبعد نهاية المعارك كان الكل يجمع على روعة انتصار حزب الله وحجم انهيار إسرائيل
كان العالم كله يعترف بالنصر.. لكن كان هناك اثنان رفضا الاعتراف.. أضحكني أولهما و أحزنني الآخر..
كان الأول هو الوحش الدموي الغبي جورج بوش الذي قال أن ميليشيا حزب الله منيت بالهزيمة في العمليات التي امتدت لأكثر من شهر مع إسرائيل.
وأضاف أن الزمن سيثبت أن تلك الميليشيا هي الخاسرة.
" لقد هاجم حزب الله إسرائيل وهو الذي بدأ الأزمة وهو الذي مني بالهزيمة."
الآخر الذي أحزنني هو محمد حسنين هيكل..والذي قال – تقريبا – نفس ما قاله بوش..
كانت مذيعة قناة الجزيرة جمانة نمور تسأله:
- بعدما توقفت الحرب وبعد خمسة أسابيع، برأيك من هو المنتصر ومن هو المهزوم؟
و أجاب – داعي القومية العربية - محمد حسنين هيكل – باللهجة العامية المصرية- :
- أنا عارف إنه هذا سؤال بيتكرر كثير قوي في الشارع العربي وفي العالم بصفة عامة، أنا بأعتقد إنه الإجابة على هذا السؤال لا يزال بدري عليها جدا.. لا تزال مبكرا إنه أي حد يتكلم عليها جدا لأنه ببساطة نحن على أبواب الحرب الحقيقية، ما جرى هو معركة مسلحة، أنا بأعتقد إنها كانت مهمة جدا، لكنه لا يمكن الحكم على أي حرب إلا عندما تبين، لكن لو أنا بصيت وحاولت أجاوب على سؤالك، أنا حاطط أمامي عشان ما تتخضيش الصحف الإسرائيلية، أنا قارئ الصحف الإسرائيلية الفترة اللي فاتت كثير قوي، بأتابعها كثير قوي طبعا، الصحف الإسرائيلية كلها بتقول غريبة قوي في انقسام مهم قوي، الصحف الإسرائيلية كلها بتقول إنه إسرائيل هُزمت ولو جربتِ تبصِ عناوين كل جرنال، جرنال بيقول إنه نحن هُزمنا، كلمة هزيمة كلمة متكررة، كلمة إنها نكسة لإسرائيل متكررة، كلمة إنها كارثة لإسرائيل متكررة في كل ما كتب ال(Verdict) في النهاية واحد من أهم المعلقين إن بيقول (Israel verdict) نحن خسرنا الحرب.
أنا بأعتقد إنه نحن مبكرا جدا نقول قوي من انتصر ومن هزم..
...........................
هذا هو هيكل يا قراء..
هذا هو .. وهكذا كان..
مواطن أمريكي يتعاطف مع بعض القضايا العربية للدول اليسارية التي تخاصم الدين..
كان هيكل يقول ذلك وكانت وكالات الأنباء تقول:
"اعتبرت صحيفة "هاآرتس" أن "إسرائيل خسرت المعركة مع حزب الله الذي ألحق بجيشنا خسائر فادحة في صفوفه وقياداته وإمكانياته اللوجستية".
أما صحيفة "يديعوت أحرنوت" أيضا قالت: إن الجيش الإسرائيلي أرسل 30 ألف جندي لجنوب لبنان، وشن 15 ألف غارة جوية، وقام بـ800 ألف ساعة إبحار، وقصف أكثر من 7 آلاف هدف، وبعد كل هذا خرجت إسرائيل صفر اليدين.
ومن الصحف الإسرائيلية إلى نظيرتها الغربية؛ إذ قالت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية الثلاثاء: إن إسرائيل خسرت الحرب.
ولفتت الصحيفة في افتتاحيتها التي حملت عنوان "موقف إسرائيل": "لقد خسرنا الحرب".
أما الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك مراسل "ذي إندبندنت فقد كتب تحت عنوان "بحر من الجثث العالقة تشهد بفشل إسرائيل" من بلدة صرفا بجنوب لبنان قائلاً: إن هذه البلدة أصبحت "مكانا لبيوت مهدمة وقطط جائعة وجثث عالقة بين أنقاض المباني. لكنها أصبحت أيضا مكانا للنصر بالنسبة لحزب الله؛ حيث سار بالأمس مقاتلو الحزب وسط أطلال البلدة كأبطال فاتحين". وعرض "فيسك" لمشاهد من الفشل الإسرائيلي، وقال: إن خسائر إسرائيل بلغت في إحدى المعارك "40 رجلا خلال 36 ساعة فقط من القتال".
وكتبت هاآرتس في 19/8/2006: «لقد نجح حزب الله في إذلال الجيش الإسرائيلي، وأمام إسرائيل الآن فرصة للاستعداد للمواجهة القادمة". حديث الهزيمة يملأ كل الصحف الإسرائيلية وينطق على ألسنة مسئوليها وأركان جيشها ودفاعها، وإذا كان (نصرالله) قد قال: إن الذي تحقق هو انتصار تاريخي واستراتيجي للأمة، فإنه ترك البحث للآخرين في معطيات ذلك الانتصار، الذي يملأ اليوم وجدان الشعوب العربية والإسلامية"
أما "رفائيل إيتان" رئيس أركان جيش العدو السابق فقد قال: "إن انتصار حزب الله الكاسح على دولة إسرائيل، يحمل في طياته عواقب وخيمة جداً على مستقبل الدولة وإمكانية بقائها في سلام في هذا الوسط المعادي·· لقد أعطى حزب الله الدليل على أن اللغة الوحيدة التي تجبر إسرائيل على تقديم التنازل هي القوة والقوة فقط·· إن هذا الأمر، أمر خطير لأنه سيدفع المزيد من العرب لسلوك طريق حزب الله"·
المفكر والمؤرخ الإسرائيلي زئيف شترنهال قال بصراحة: إن هذه الحرب هي الأكثر فشلاً التي تخوضها الدولة العبرية طوال تاريخها.
كبير المعلقين العسكريين الجنرال زئيف شيف كتب في صحيفة هآرتس مشيراً إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية وأركان الإدارة في واشنطن كانوا من أكثر المتحمسين لمواصلة إسرائيل للحرب حتى تنجح في اخضاع حزب الله واستسلامه. لكن الأداء العسكري الإسرائيلي خيّب آمال المسؤولين الأمريكيين، الذين استغربوا قدرة المقاومة اللبنانية على مواصلة حرب الاستنزاف ضد الدولة العبرية بعد مرور أربعة أسابيع على المعارك.
ولقد أظهرت دراسة جديدة أجراها أودي ليفل من معهد <بن غوريون> في جامعة بئر السبع، أن الجمهور الإسرائيلي انتظر بفارغ الصبر خلال الحرب، خطابات الأمين العام ل<حزب الله> السيد حسن نصر الله بسبب صدقيتها أساساً، مبينة في الوقت ذاته أن الجمهور يمنح نصر الله علامة أفضل بالمقارنة مع المتحدثين باللغة العبرية.
وفي إطار الدراسة التي جاءت تحت عنوان <إدارة الإعلام أثناء حرب لبنان الثانية>، طلب من أعضاء 6 مجموعات مشاهدة شريط فيديو عرض فيها الإعلام الإسرائيلي في البلاد والخارج، والإجابة على نماذج أسئلة.
وتشير متابعة التقارير أنه في أكثر من مرة، فند نصر الله تصريحات المتحدثين الإسرائيليين، وخاصة تصريحات وزير الأمن، وكان أول من أعلن عن مقتل جنود إسرائيليين، وعن الظروف التي أدت إلى ذلك. ويقول ليفل <وصلنا إلى وضع جنوني.. حالة نفسية لا تخطر ببال أحد؛ فبدلاً من أن ينتظر الجمهور الإسرائيلي ناطقاً قومياً يوضح له ماذا يحصل في كل يوم.. لجأ الجمهور إلى القائد الذي نحاربه، وجلس بفارغ الصبر ينتظر خطاباته>.
***
كان كل هؤلاء يؤكدون النصر على كافة المستويات وكان محمد حسنين هيكل على رأي بوش..
لكننا هنا بعد الأحداث نلفت الانتباه إلى أمر هام.. هو أن بوش عندما أطلق تصريحه الغبي كان يدرك أن إسرائيل ستخرج على قرار مجلس الأمن و أنها سنواصل حصار لبنان بحرا وجوا.. وأغلب الظن أن معظم الدول العربية كانت تضغط كي يستمر الحصار على أمل أن يؤدي هذا الحصار إلى طمس لألاء بريق نصر حزب الله.. و أغلب الظن أن عصابة 14 آذار-مارس- هي الأخرى كانت تضغط لاستمرار الحصار كنوع من الإذلال للشعب اللبناني وكنوع من الضغط على حزب الله, أقول أن بوش كان يخطط لكل هذا كي يزيف الواقع ويحول الهزيمة إلى نصر والنصر إلى هزيمة.. و أنه في إطار هذا التزييف فقط قال ما قاله عن نصر إسرائيل وهزيمة حزب الله.. ومن هذا الفهم يكون كذبه مبررا لأنه يصنع من الأحداث ما يخدع به الناس. كاللص الذي يحرر شيكا بمال يخطط لسرقته، فهو يعرف أن وقت استحقاق الشيك سيأتي والمال معه، أو كالذي يتفق على بيع سيارة لما يسرقها بعد، لكنه يعلم أنه سيسرقها. المدهش أن هيكل- بالطبع- لم يكن يعرف ما كان يعرفه جورج بوش.. و أنه حين قال ما قال لم يكن يعرف أن أمريكا ستحاول بالخيانة والتدليس والكذب ومخالفة القرار 1701 كي توهم العالم بهزيمة حزب الله. لم يكن يعرف هيكل كل ذلك لكنه قال ما قال واتفق فيه مع بوش. إنه "بوشي" أكثر من بوش نفسه.
والحقيقة أن ما فعله حزب الله كان ضربة مباشرة موجهة إلى هيكل كما أنها موجهة إلى إسرائيل..
لقد بني هيكل ماضيه كله على ادعاء الحكمة.. وهي حكمة نسفها حزب الله ليثبت أن ما كان يقوله هيكل لم يكن حكمة بل كان تخريفا وتبريرا وتسويغا لما لا يمكن دون قلم كقلم هيكل أن يبرر أو أن يسوغ أو يقنع.
لا يمكن لأي إنسان أن يتحدث عن متناقضات بذات اليقين!!
ودعونا نعود إلى بعض كتابات هيكل قبيل النكسة وبعيدها كي ندرك تناقضاته من ناحية.. ومن الناحية الأخرى ندرك كم وكيف هدم حزب الله قلاع هيكل التي ظل يتمترس فيها طول عمره.. بل لم يكتف بهدم قلاعه.. لقد مزق ملابسه أيضا.. وتركه عاريا!!..
قبل حرب يونيو بثلاثة أيام- يوم 2-6-67- كتب هيكل في مقاله الأسبوعي:
ومشكلة الأمن الإسرائيلي وقد بلغت درجة الحروجة (هكذا في النص) لا حل لها في نظر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إلا الضرب بسرعة لكسر الحصار العربي وإعادة عامل الأمن النفسي الذي ارتهن دائماً بقدرة إسرائيل على فرض الأمر الواقع ويعجز العرب دائماً عن أي شيء غير قبوله.
والوزارة الإسرائيلية أو بعض عناصرها بعد كل ما تورطت فيه أمام ضغط المؤسسة العسكرية توشك أن تكون كبش فداء لموقف ترددت قبل أن تتحمل مسئوليته!
وليس أمامها مجال كبير للحركة..
إما أن تخضع وإما الانقلاب..
إما أن تضرب إسرائيل لكي تكسر الحصار العربي حولها..
وإما أن لا تضرب وتنكسر إسرائيل من الداخل..
مهما يكن وبدون محاولة لاستباق الحوادث فإن إسرائيل مقبلة على عملية انكسار تكاد تكون محققة... سواء من الداخل أو من الخارج..
إن إسرائيل لم تكن ولن تكون كياناً طبيعياً يستطيع أن يتأقلم بسرعة، ويوائم نفسه بسهولة ويسير مع الأجواء المتغيرة..
لقد كانت ولا تزال في وجودها كدولة تقليداً للطبيعة صنع من مادة ليست أصيلة وليست صلبة أقرب ما تكون إلى تشكيل من الجبس..
لا يستطيع أن يتغير إلا إذا انكسر!!
هل لاحظت أيها القارئ هذا اليقين وهذه الثقة.. وهل تختلف روح هذا الحديث عن أحاديث أحمد سعيد وشمس بدران وعبد الحكيم عامر.. إن هذه الفقرات ترجمة – بالمعنى- للجملة المشئومة: "برقبتي يا ريس".. لكنها ترجمة أنيقة.
ثم إن محمد حسنين هيكل لا يملك اليقين السياسي فقط.. بل والعسكري أيضا.. إنه أستاذ في السياسة وفي الحرب أيضا.. ولم لا .. وهو يجالس مونتجمري في العلمين قبل الحرب بأسبوعين.. ويروي بقلمه ما قاله مونتجمري له.. ولو أنصف لصدق.. ولو صدق لأخلص .. أو لو أخلص لنصح.. لكنه و آله فعلوا بالضبط ما حذر منه مونتجمري:
في مقال بصراحة يوم 19-5 يروي هيكل على لسان مونتجمري:
- خطيئتان لا يمكن اغتفارهما لقائد. أن يسيء اختيار جنرالاته. وأن يمزق فرقه إلى شظايا متناثرة.
وكان هذا بالضبط هو ما فعله جمال عبد الناصر..
أساء اختيار جنرالاته.. ومزق جيشه إلى شظايا متناثرة..
وكان هيكل الشاهد على الزور والساكت عن الحق.
***
أول مقال بعد النكسة وكانت الدائرة قد دارت فدار قلم هيكل كما دارت لكنه راح يكتب بنفس اليقين دون أن يذكر شيئا عن تشكيل الجبس الذي لابد أن ينكسر من الداخل أو الخارج.. بل إن القارئ سيلاحظ بعد ذلك أنه اعتبر هزيمتنا كالقدر لا مهرب منه.. حتى أنه قرر أنه حتى لو لم تنجح المفاجأة.. ولو نجت كل الطائرات المصرية كلها من التدمير لسقطت كلها في الجو في خلال أيام قليلة بسبب نقص الخبرة والكفاءة بالنسبة لطائراتنا وطيارينا مقارنة بإسرائيل.. و يوم 16-6-1967 :
- ماذا حدث تماماً؟ وما هو معنى العاصفة العاتية التي هبت على العالم العربي ابتداءً من اليوم الخامس من يونيه سنة 1967 ثم توقفت في اليوم العاشر من هذا الشهر بعد أن تركت على أجزاءً عديدة من وطن الأمة العربية حطاماً وركاماً وأشلاءً كثيرة؟ كيف؟.. ولماذا؟ وإلى أين بعد الآن؟!. نقول، وبالحق:
- إن ما رأيناه خلال هذه الأيام الخمسة الرهيبة هو أقصى درجات العنف في الصدام الذي احتدم بين الأمة العربية وبين حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والمصالح التي تمثلها وسياسات السيطرة والقوة التي تمارسها.
أتساءل في سخرية دامية: هل كان العنف الذي شهدته مصر في 67 أكثر من العنف الذي واجهه حزب الله.. لكن.. الحمد لله.. حزب الله ليس لديه شخص كهيكل..
***
بعد أسبوع آخر.. ويوم 23 -6 كتب هيكل:
- لسوء الحظ أنه ليس هناك من هو أكثر اجتراءً من المخابرات الأمريكية على اختيار أشد الأسماء بريقاً لأكثر المسميات سقوطاً في الظلام! ( ما أصدق هيكل في هذه الجملة!!) كان الاسم البراق "لمنظمة الثقافة العالمية" مجرد واجهة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تنشر من خلاله سمومها الفكرية! وكان الاسم البراق "لاتحاد الشباب العالمي" مجرد واجهة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تكبل وتقيد بواسطته حركة أحلى القوى وأكثرها مدعاةً للتفاؤل والأمل في دنيانا وهى الشباب!
أما في يوم 6-10-67 فقد كتب :
إن مفاجأة القدر التي دهمتنا والتي حسمت المعركة في الساعة الأولى منها كانت هي الضربة الموجهة إلى الطيران المصري.
ولم تكن مفاجأة القدر هي الضربة نفسها ولكن المفاجأة كانت هي الفشل في توقّيها.
إن الضربة نفسها كانت منتظرة، بالطريقة التي جاءت بها تقريباً، وفى الموعد الذي جاءت فيه تقريباً أيضاً.
لكن الفشل في توقّيها كان مذهلاً.
ويثير الألم أن إسرائيل نفسها لم تكن تتوقع هذا الحد من الفشل.
- وبين ما هو معروف الآن أن الجنرال "موردخاي هود" قائد الطيران الإسرائيلي وهو الذي قامر على أساس نجاحه في الضربة الأولى صعق قبل غيره عندما جاءته نتائجها وكان قوله الذي نقل عنه:
- إن ما حدث يفوق أكثر أحلامي جنوناً!
- وبين ما هو معروف أيضاً أن القيادة العامة للجيش الإسرائيلي - زحال - كانت تضع في حساباتها احتمالاً كبيراً لفشل الضربة الأولى ضد الطيران المصري، وكان مقدراً في هذه الحالة أن يذاع على كل الموجات الإسرائيلية نداء رمزي يقول "ميكرى هاكول" أي "ليقف كل منكم في موقعه"... أي لِيَمُتْ فيه، فقد كان التقدير بعد ذلك أن الضربة الثانية التي سوف تتلقاها إسرائيل لا محالةً سوف تكون باطشة!
ويكاد الإجماع أن ينعقد بين كل الخبراء العالميين - لا يشذ منهم واحد - على أن النكسة الحقيقية تتمثل - بالدرجة الأولى - في الضربة الموجهة للطيران المصري والتي كان الفشل في توقِّيها مذهلاً.
- لماذا كان خيالنا الاستراتيجي محدوداً وكان خيال العدو منطلقاً؟
لم نتصور أن يحاول العدو - بضربته الأولى ضدنا - أن يكرر نفس ما فعلته قيادة القوة الإستراتيجية البريطانية معنا سنة 1956 بطائرات الكانبيرا من قاعدة قبرص.
ومع ذلك فلقد كان هذا بالضبط ما فعله العدو.
إن خطة سنة 1967 لم تختلف عن الخطة التي وضعتها القيادة البريطانية - الفرنسية ضدنا سنة 1956 إلا في شيء واحد هو عملية الإنزال في بورسعيد وأما عدا ذلك فالخطة نفس الخطة - الضربة ضد الطيران أولاً، ثم التقدم بالطوابير المدرعة في سيناء على اتجاه الطرق الثلاثة الرئيسية فيها.
***
هل أدركت الآن أيها القارئ كيف أنني طيلة الحرب على لبنان كنت أرقبها بعين بينما تستعيد عيني الأخرى أحداث 67.. كنت أقارن حسن نصر الله في جانب وعبد الناصر وعامر في الجانب الآخر..
كنت أقارن عشرات أو مئات أو حتى آلاف قليلة من حزب الله في جانب ومئات الآلاف من الجيش الجرار في الجانب الآخر..
كنت أقارن الحرب الدموية الرهيبة للاستيلاء على عدة أمتار ثم الحرب الأشد لاستعادتها بالانسحاب مئات الكيلومترات في 36 ساعة..
وكان القلب مزهوا بنصر المسلمين في حزب الله..
وكان نزيف 67 يعاود القلب.
***
أعترف أنني ظلمت السيد حسن نصر الله طيلة الأعوام الأخيرة، لقد حملته أوزار سواه، رغم أن علمي لم يتصل أبدا بقول يشينه أو يدينه. لا تجاه الصحابة ولا تجاه الإمامة ولا تجاه السنة، ولست أنكر رغم تحفظي أن الرجل كان يشعل حماسي ويستولي على وجداني، وكنت أدرك أن الخلافات والاختلافات بين السنة والشيعة أمر ليس هينا بحال، و إن كان لا يصل أبدا إلى التكفير، و أعترف أنني شعرت بحزن عميق جدا عندما تحول أحد أصدقائي إلى المذهب الشيعي، لكنني في الوقت نفسه كنت أدرك – كما كتبت في مرات عديدة أن الاختلاف ليس بين جمهور السنة وجمهور الشيعة، و إنما هو خلاف بين ألف عالم من علماء الشيعة وخمسة آلاف عالم من علماء السنة، أما عامة المسلمين: المائتان وخمسون مليون شيعي في جانب و خمسة أضعافهم في الجانب الآخر، فإنهم كلهم تقريبا، لا يختلفون في شيء، لأنهم لا يعرفون شيئا عن الخلاف العقدي ولا عن العصمة ولا عن الإمام المنتظر.. إنهم لا يجيدون حتى الوضوء.. وجلهم صلاته كنقر الغراب .. لا يختلف عامة السنة عن عامة الشيعة إذن .. ليس لأن الرؤى والمواقف واحدة، و إنما لانعدام الرؤى والمواقف، ولتراجع المسلمين عن اتخاذ الإسلام مرجعا، واتباع قيم ومعايير ليست من الإسلام في شيء، لتكون دينا آخر أخشي أنه ليس هو الإسلام، و أنه – لولا المعذرة بالجهل- كُفْر، دين آخر تدين به الغالبية من جمهور السنة والشيعة، وهو لا سنة ولا شيعة، لكن الأسماء تبقى لكي تفرق لا لكي تجمع، لكي يتهم هذا ذاك وذاك هذا، وكنت أدرك أن الخلاف العقدي موجود وجوهري، وكنت أتمنى دائما أن تدور حوله أعمق الاتصالات والحوارات وتأصيل الماضي وتحقيق التاريخ مدركا أن الإسلام بعظمته وشموله قادر على أن يصحح وضع الأمة دائما، إنه القالب الذي نقيس الأشكال على شكله، والمقياس الذي نحسب المسافات على أساسه، وكنت أرى أن جل اختلافاتنا بلا منطق، فنحن نختلف على المسافات دون أن نحاول توحيد وحدة القياس، وهي مهمة قد تكون صعبة لكنها ليست مستحيلة، وكنت أرى في نفس الوقت، أن القسط الأخطر من الخلافات بين السنة والشيعة هي خلافات خلقتها السياسة وأشعلها أعداء الإسلام ويحافظ عليها ويؤججها الآن عملاء أمريكا و إسرائيل وعباد الشيطان..
وكنت قد حاولت بسبب هذا كله أن أحتفظ بمسافة بيني وبين السيد حسن نصر الله على وجه الخصوص. فبالنسبة لإيران كان الأمر أيسر بكثير. فإيران تمارس في الغالب الآن سياسة براجماتية نفعية/ذرائعية ربما يكون ما دفعها إليها خسة الحكام العرب وارتمائهم تحت أحذية اليهود والأمريكيين ( من المحزن أن نفس الأمر حدث مع تركيا.. ولاحظوا أن حاكما عربيا واحدا لم يحضر المؤتمر الإسلامي الذي عقد لنصرة لبنان بعد أن فشل العرب في عقد قمتهم)..مع العراقيين أيضا كان الأمر محسوما، وبرغم أنني أبحث عن معذرة في التاريخ إلا أن موقف قسط كبير من شيعة العراق مدان بأشد ما تكون الإدانة، وبعيدا عن تكفير المعيّن فإنني أرى أن الحكم عليهم بالكفر – إن جاز- فهو ليس بسبب أنهم شيعة، بل بسبب موالاتهم للكفار فهم منهم سواء كانوا سنة أو شيعة.. ذلك أنني أضع الأكراد الخونة في نفس الصف مع الشيعة الخونة بانحيازهم إلى أعداء الله ..أمريكا.. و أضع معهم في نفس الصف من خان من السنة العرب أيضا..
مرة أخرى- رغم أنه ليس موضوعنا- أؤكد أن بعض شيعة العراق قد ارتكب من الجرائم والآثام ما سيصمه بالخيانة أبد الدهر. إنني أعقل قلمي ولساني عن الخوض فيما يفعلونه، لا لأنني عزوف عن إدانتهم ( فهم مدانون بالخيانة العظمى على الأقل) ولكن لأن الموضوع ليس موضوعنا الآن. ثم أنني فيما يحدث في العراق أظن الموساد والسي آي إيه خلف معظم ما ينسب للسنة والشيعة.
ازدادت المسافة بيني وبين السيد حسن نصر الله عندما لم يجاهر بإدانة شيعة العراق.
ورحت أبني السدود بيني وبينه.. وهي سدود كان يهزها دائما ذكرى بطولته الفذة وعبقريته السياسية والعسكرية و صورة ابنه الشهيد، كما كان يهزها ذلك الصدق والإخلاص اللذان يقطران من كلماته.. ثم وصيته بأنه يصفح عن قاتله إن اغتيل.. إلا أن هذه السدود قد انهارت كلها عندما شنت إسرائيل الحرب عليه يوم 12-7. كان من الواضح أن رد الفعل الإسرائيلي كان مفاجئا في عنفه وشموله.. كانوا يمارسون الصدمة والرعب.. وكانوا يتوقعون أن تصاب الفريسة بالشلل وتستسلم.. و أن يفر المجاهدون فرار جيشنا عام 67.. وقد ثبت بعد ذلك أن مخططهم كان أن ينالوا من السيد حسن نصر الله في الغارات الأولي فيبدأ انهيار الجبهة على الفور فيكتسحون الجنوب في يوم وبعض يوم ليدمروا كل قواعد إطلاق الصواريخ ثم يقضون باقي الأسبوع في نسف الاستحكامات الدفاعية التي أعدها حزب الله ثم ينسحبون وقد بدأ عصر الشر الأعظم (الشرق الأوسط) الجديد.. وليتم التهام سوريا على الفور ثم إيران بعدها ولتنتهي المقاومة وليبدأ تقسيم السعودية والعراق وسوريا ولبنان ومصر ولتتكرس سيادة إسرائيل مائة عام على الأقل. كان هذا هو السيناريو الذي توقعته أمريكا و إسرائيل وذيولها التي أدانت مغامرة حزب الله بعد ذلك، ولم يكن للحكام في الإدانة أي يد.. فلقد صدر الأمر المباشر لهم : أدينوا.. فأدانوا.. لكن الله أخلف ظنهم.. واستطاع حزب الله بعبقرية ليس لها مثيل أن يستوعب الصدمة ثم أن يسترد زمام المبادرة ليصلي إسرائيل حميما لم تذقه في تاريخها من أي جيش من جيوش العرب مفردا أو جماعة.
***
ما أبشع الألم..
أن تكون مصر والسعودية والأردن الهاشمي محور الشر على العالم الإسلامي..
ما أبشع الألم..
في عام 1997 فضحت الأنباء عقد تحالف سري بين مصر والسعودية و إسرائيل لمحاربة الإرهابيين.. ولقد كتبت عن ذلك في حينه ونددت به وطالبت بإنكار الخبر واستنكاره..(د محمد عباس- إني أرى الملك عاريا- مكتبة مد بولي)
ولم يستنكر أحد..
كان الخبر صحيحا..
وكان الإسلام هو المقصود بالإرهاب..
وكان المجاهدون هم المقصودين بالإرهابيين..
فما أبشع الألم..
***
مع تصريحات الحكام الخونة التي واكبت اشتعال المعارك في لبنان كانت فتوى تصدر عن الشيخ عبد الله بن جبرين وهو عضو سابق في هيئة كبار العلماء أعلى هيئة دينية في السعودية حزب الله بأنه "حزب رافضي", وانه "لا يجوز نصرة هذا الحزب الرافضي ولا يجوز الدعاء له بالنصر والتمكين, ونصيحتنا لأهل السنة أن يتبرءوا منه".
لم يقل لنا الشيخ الجليل – غفر الله له بسابق عمله- إذا كان الشيعة كفارا فكيف تسمح لهم السعودية بالحج؟!.. بل ولماذا لا يطرد الشيعة جميعا من جزيرة العرب كما وصانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن نخرج الكفار من جزيرة العرب.
نعم..
لماذا يسمحون لهم – وهم بنص فتاواهم كفار- بأن يدخلوا المسجد الحرام؟.. أم أنهم مسلمون إذا ما حجوا.. مسلمون إذا ما جاهدوا الاتحاد السوفيتي السابق مسلمون حين يحاربون البوذية لكنهم كفار حين يجاهدون ضد أمريكا وإسرائيل!!.. وهنا مربط الفرس.. بل مربط الريال والدولار!!.. بل الكاشف عما يعبدون.
***
انفجرت الفتوى كالصديد فتلقفها من سيكون شرابهم يوم القيامة من غسلين ليخذلوا العالم الإسلامي عن نصرة المسلمين.
ومرة أخرى أقول أن فتاوي الأئمة على العين والرأس ولابد أن ننظر إليها بكل تبجيل.. كذلك كل فتوى تصدر ممن يخشون الله ولا يخشون غيره.. فعن هؤلاء نمسك أقلامنا ونعقل ألسنتنا ولهم نفتح قلوبنا و أرواحنا وعقولنا.. لا نتحدث عن هؤلاء .. ولا حتى عن علماء أجلاء كالشيخ ابن جبرين..
سوف يثبت بعد ذلك أن فتوى الشيخ ابن جبرين فتوى قديمة أخرجها صحافي مباحثي من الأضابير ليوظفها لخدمة الحكام وتلقفتها صحف المارينز، ولكن جراب الشيطان لا يخلو، فسوف تستمر المحاولة بعد ذلك على لسان "اللحيدان" الذي أصدر فتوى بنفس المعنى، والغريب فيها أنه يمتدح في فتواه –بالاسم- حاكما عربيا ذا علاقة حميمة بأمريكا وإسرائيل.. وليتبين أن الرجل يوحى إليه من واشنطن غالبا ومن تل أبيب أحيانا.
***
أعلم من مصادر وثيقة أن كثيرا من الفتاوى تشترى.. و أعلم أيضا ما قيل عن عشرين مليون ريال دفعت ثمنا لفتوى تبيح الاستعانة بالأمريكيين على ضرب العراق. ولقد حاولت تجنب إثارة ذلك كله لأن بعض الظن إثم ولأنني لا يمكن أن أقيم الحجة بقول مرسل و إن صدقته الشواهد.. لكنني في نفس الوقت لا أستطيع أن أهمل أمرا كهذا يتعلق بمصير الأمة.. ( لكنني في نفس الوقت أورد تعليل البعض الذي أوردوه دفاعا عن العلماء، إذ يقولون أنهم قبضوا- ويقبضون- هذه المبالغ، ليس كرشوة، وإنما يدركون أن الأمر سيتم لا محالة، وإن لم يفتوا هم فسوف يصدر الفتوى آخرون، لذلك فإنهم يتأولون ويصدرون الفتوى ويقبضون المال ليصرفوه على الدعوة.. أنقل ما سمعت.. وليس ناقل الكفر بكافر)..
لست فقيها ولا عالما وما أنا إلا عبد من عباد الله وواحد من عامة المسلمين رأى منكرا فأراد أن يغيره.
إنني أفخر بأنني سني وسلفي.. أو على الأقل أحاول أن أكون كذلك. ومن خلال ذلك أدرك المأزق الذي وضع السلفيون أنفسهم فيه بين تجمد مميت وتفلت مضيع وتأويل مفسد، مع فقدان كامل للتكيف والمرونة التي كانت السمات الأساسية للسلفيين الأول.. والكارثة أن هذا التجمد الذي أهمل الأصل و بالغ في الاهتمام بالفرع قد جعل الفروع متصلبة بينما ترك الأصول تضمحل.. و أولها عقيدة التوحيد حين اختلطت الأمر علي بعضهم من باب فساد في التأويل أدى إلى خلل عقدي فيما يتعلق بكنه المعبود.. أو من خلال فساد في الفكرة نفسها يقودهم إليها من يبدو أنه الأكثر تدينا والأشد تعصبا ( في أدبيات الشيوعيين يقولون أنهم اكتشفوا أن الأكثر حماسة وتهورا و تفانيا كان يثبت في معظم الأحوال اختراقا أمنيا.. ولست أرى ما يمنع ذلك في أوساط السلفي..).. ومن خلال ذلك كله تمت اختراقات أجنبية ومحلية عضوية وفكرية جعلت بعض فتاواهم تبدو كما لو كانت صادرة ممن لا يعبدون الله بل ممن يعبدون الحاكم مباشرة.. ولما كان الحاكم يعبد الأمريكيين فإن بعض هؤلاء العلماء وفتاواهم تبدو وكأنها تصدر من دار البنتاجون لا من دار الإفتاء ومن البيت الأبيض لا من البيت الحرام ومن حائط المبكى لا من الجامع الأزهر..
كانت الفتوى المذهلة تصيب السلفيين لا الشيعة.. كانت مفقدة للثقة.. وكانت تفتقد لشموخ الفكر السلفي وتجرده وعظمته وتعاليه..
كانت فتوى حمقاء.. وكان رد فعل الناس عليها حاسما.. 87% رفضوها و13% قبلوها أو لم يهتموا.. ( يرد الأستاذ الدكتور عاصم نبوي- وله كل الاحترام والتقدير- على هذه النقطة بقول وجيه: وهو أن أكثر من 90% من الناس كانوا يؤيدون عبد الناصر رغم أنه كان على باطل)
جملة اعتراضية: دفعت بالمقال إلى أخي وصديقي الدكتور عاصم قبل نشره خيفة أن يميل الميزان بين يدي فأهوي بالميل إلى نار جهنم.. كما تناقشت في محتواه مع أخي وصديقي الدكتور هاني السباعي.. وفعلت نفس الشيء مع العديد من الإخوة.. وربما تمثل تعليقات الدكتور عاصم موجزا وافيا لآراء الجانب الذي يدين الشيعة.. وقد استعضت بتعليقاته عن التعليقات الباقية لأنها كانت مكتوبة فأعفتني من الرعب الذي يتملكني من خطأ في حرف أزيده أو أنقصه فيدخلني النار.
.. والمثل الذي ضربه الدكتور عاصم عن شعبية عبد الناصر صحيح إلى حد ما و إن كان لا ينطبق على الواقع في هذه الحالة.. فدرجة الصحوة الإسلامية تختلف كثيرا والآلة الإعلامية التضليلية الهائلة لعبد الناصر تختلف كثيرا كما تختلف الظروف كلها..
كنت أصرخ:
هل هذا هو الوقت المناسب لإثارة هذه النعرة..
إنني أحيي و أبجل و أقدر و أقدس الموقف السلفي القوي الذي يدين سب الصحابة.. بل إن العديد من أصدقائي السلفيين نهوْني عندما قرؤوا لي ما يفيد أنني ألعن كل من سب الصحابة ( ما أشد انبهاري بالتجرد المطلق للسلفيين الحقيقيين) لأن اللعن لا يجوز إلا على كافر.. ومن رأيهم أن سب الصحابة فسوق قد يؤدي إلى الكفر لكنه ليس الكفر نفسه.. وبرغم اقتناعي برأيهم فلم ألتزم بنصيحتهم على الدوام!!..
لكن أين كان أولئك الذين يملئون الدنيا اليوم صياحا غيرة على الصحابة من سباب الشيعة لهم.. – و أنا شاهد عليهم يوم القيامة – والله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم يسبان فيما عرف بأزمة الوليمة.. أين كانوا والقدر – أستغفرك اللهم – يوصف – معاذ الله – بالحماقة على لسان شاعر ساقط ومغن وضيع.. وكيف كانوا والكتاب العلمانيون يجاهرون بالكفر ويكذبون القرآن ويسبون الصحابة فلا يجدون ردا.. هل سب الله والرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة مرفوض ومدان إذا قام به الشيعة لكنه مقبول من إذا قام به السنة!! عشرات ومئات و ألوف.. بل إن صحافتنا وقنواتنا الفضائية أصبحت مرتعا لقطعان من الخنازير تنال من الدين كله... وليس ثمة رد فعل!! .. والكارثة أن انتشار العلمانية في السعودية يفوق انتشاره في مصر.. وأنه مؤيد من السلطة.. إنه مؤيد لسببين: الأول أنه في الواقع داعم للسلطة قبل أن يكون مدعوما منها.. والثاني أنهم ككلاب الصيد يوكل إليهم مطاردة المجاهدين الذين يمثلون تهديدا لنظم حكم توالي الكفار..
لم تستطع الفتوى الغشوم أن تبعد السؤال: إن كانوا ينكصون عن نصرة حزب الله لأنه شيعي.. فلماذا لم يبادروا بنصرة سيد أهل السلف في زماننا الشيخ أسامة بن لادن رضي الله عنه ولماذا لم يناصروا أهل السنة في حماس ضد اليهود وفي العراق ضد الشيعة ( الكفار بفتواهم ) والأمريكان ( الذين لا يجرؤ فقيه سفيه منهم على تكفيرهم!!).. ثم ما العلاقة بين الحكم الفقهي للمراجع السلفية وبين أجهزة الأمن التي كانت تكافئ خطيب المسجد الذي يكفر الشيعة بألف جنيه مقابل الخطبة!!..
هل لو كان حزب الله مواليا لأمريكا "كالشاة".. كنا سنصدر ضده هذه الفتوى..
بل هذه الفتوى الصريحة بالتكفير التي يطلقها البعض منا بسهولة ضد الشيعة.. هل يمكن أن يصدر فتوى مثلها ضد الأمريكيين والإسرائيليين؟!..
هل يمكنهم ذلك؟!..
وهل الشيعة كما يقولون فعلا..
عجبت لقوم تعرضوا ظلما وعدوانا وكذبا وبهتانا للتشويه طول عمرهم بسبب الادعاء بالباطل عليهم.. كما تعرضوا لتلفيق التهم.. وللهجوم الكاسح من وسائل الإعلام.. عجبت لهم عندما يفعلون في الآخرين ما يفعل فيهم..
حسبت أن إحساسهم بالظلم سيمنعهم من أن يكونوا ظالمين.. و أن يكرروا الظلم بالكذب والباطل والبهتان..
لكنهم ظلموا الشيعة كما ظُلِموا..
ذلك أن حال الشيعة الآن كحال السنة قبل الصحوة السلفية التي تزعمها الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب للقضاء على البدع والعودة للأصول.. و أنهم في حاجة إلى إمام مثله يعيد الاستقامة إلى صراطهم.
وكنت أراقب علماء المباحث ( مباحث الأمن لا مباحث العلم).. مذهولا.. كنت أراقبهم وهم يتهمون الشيعة جميعا بأنهم رافضة( وهذا كذب) ثم وهم يقتصرون على معنى واحد للرافضة( وهذا كذب لأنه توجد تفسيرات عديدة).. وعلى أي حال: هل كان هذا هو الوقت المناسب واليهود أعداء الله يصلون إخوتنا في لبنان نيرانا حامية وليس لهم سوى الله من مغيث ولا ناصر. كنت أرقبهم والواحد منهم يتصرف بطريقة جعلتني أظن أنه لو أعاد الله الخلفاء الراشدين إلى الحياة لخطأهم القوم وحاولوا أن يشرحوا لهم أركان الإسلام وأسسه..!!
كنت أصرخ بالسؤال: هل هذا هو الوقت المناسب؟.. وهل هذه القضية التي يطرحونها: وهي تكفير الشيعة هي محل إجماع من علماء المسلمين؟.. أو على الأقل هل الأغلبية من علماء المسلمين تحكم بكفر الشيعة؟..
ثم.. أي شيعة يقصدون؟.. وفي أي مكان وفي أي زمان؟.. إن المراجع العلمية تتحدث عن أكثر من ثلاثمائة شعبة أحسب أن علماء الشيعة لا عامتهم لا يحيطون بها أبدا، اسأل أيها القارئ من حولك الآن عن العام الهجري الذي نحن فيه، أو عن الشهر الهجري، أو اطلب منه أن يذكر الشهور الهجرية مرتبة أو اسأله أن يذكر المذاهب الأربعة بالترتيب.. لقد أجريت التجربة بنفسي وكانت نسبة من أجابوا لا تتعدى آحادا في المائة، ثم يأتي من يتحدث عن الخلافات، هل من حق أحد أن يعتبر ما يقوله شيخ الأزهر معبرا عني؟ فلماذا إذن نحمل أقوال علماء الشيعة على عامتهم؟ وهل مطلق سب الصحابة كفر؟ ( لعن الله من سبهم) .. ولكن هل ينطبق هذا على لعن الإمام الشهيد علىّ رضي الله عنه على منابر الأمويين ثمانين عاما حتى أبطلها الخليفة الراشد الخامس عمر بن العزيز ووضع مكانها آية من القرآن ما زالت تقال – بدلا عن السباب- على المنابر حتى اليوم(إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) (45)العنكبوت
ثم هل كل الشيعة رافضة؟ وهل كل الرافضة يرفضون ولاية سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر رضي الله عنهما؟.. ألا يفضل بعض الشيعة سيدنا أبا بكر وسيدنا عمر على سيدنا علىّ؟
سئل شريك بن عبد الله: أيهما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال له: أبو بكر. فقال السائل: تقول هذا وأنت شيعي! فقال له: نعم من لم يقل هذا فليس شيعياً، الله لقد رقي هذه الأعواد عليّ، فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، فكيف نرد قوله، وكيف نكذبه؟ والله ما كان كذاباً [منهاج السنة: 1/7-8 تحقيق د. محمد رشاد السالم، وانظر: عبد الجبار الهمداني/ تثبيت دلائل النبوة: 1/63.
بل إن سيدنا علىّ نفسه كان يقر بذلك ونقل إقراره لنا كتب السنة وكتب الشيعة أيضا:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد روي عن عليّ من نحو ثمانين وجهاً أنه قال على منبر الكوفة: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، ورواه البخاري وغيره. انظر: منهاج السنة: 4/137، وقد جاء ذلك في كتب الشيعة أيضاً. انظر: تلخيص الشافي: 2/428 عن إحسان إلهي ظهير: الشيعة أهل البيت ص: 52.].
نعم.. أكرر هنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول نصا أن: الشيعة الأولى كانوا على عهد علي كانوا يفضلون أبا بكر وعمر..
وقال الليث بن أبي سليم: «أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحدًا..» [المنتقى (360-361)].
قال أبو إسحاق السبيعي: «خرجت من الكوفة وليس أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما، وقدمت الآن وهم يقولون ويقولون، ولا والله ما أدري ما يقولون..» [المنتقى (ص:36)].
الشيعة بين الحقيقة والزيف- الشيخ محمد بن على الوادعي- الصديق للنشر والتوزيع- صنعاء
***
لا أعلم فرقة من الشيعة سمت نفسها "الرافضة" و أما ما ورد من أحاديث عن الاسم فقد نبه شيخ الإسلام ابن تيمية إلى كذب لفظ الأحاديث المرفوعة التي فيها لفظ الرافضة، لأن اسم الرافضة لم يعرف إلا في القرن الثاني [منهاج السنة: 1/8.].
***
أظن أن تسمية "الرافضة" تسمية سياسية أطلقها علي الشيعة أعداؤهم. لقد كان عبد الناصر مثلا يصف الاتجاهات الإسلامية بالرجعية، لكنني لا أعرف اتجاها منها يرضى بذلك، كما أن الصليبية الصهيونية تسمي الجهاد إرهابا، ولا أعرف مجاهدين وافقوا على هذه التسمية. كما أحسب أن المسلمين عموما بدافع فطرتهم وبواقع دينهم أبعد من أن يظلموا الغريب بله القريب.. و أدعى ألا يفتروا الكذب على الكفار بله المسلمين. لقد جربت كل فئاتهم الظلم والتشويه والتشهير وعليهم ألا يظلموا وألا يمارسوا ذلك.. لا مع الأعداء ولا مع الإخوة.
الاتهام إذن – كما أظن- اتهام سياسي وجه إلى أعداء النظام – بغض النظر عن الصواب والخطأ- كما وجه إلى كبار الأئمة ومنهم الإمام الشافعي الذي قال ردا على الاتهام:
إن كان رفضاً حبّ آل محمد فليشهد الثقلان أنّي رافضي
***
أما عن أول من أطلق مصطلح الرافضة فهناك رأي يقول بأن أول من أطلق اسم الرافضة المغيرة بن سعيد، عندما انقلب الشيعة عليه ورفضوه فسماهم الرافضة، أما شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول: " الصحيح أنهم سموا رافضة لما رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما خرج بالكوفة أيام هشام بن عبد الملك" [منهاج السنة: 2/130.].. ويقال أنه أبي أن يوافقهم على سب الصحابيين الجليلين رضي الله عنهما.. وهناك أقوال أخرى في سبب تسميتهم بالرافضة [فقيل: "سموا رافضة".. لتركهم نصرة النفس الزكية (ابن المرتضى المنية والأمل: ص21، وانظر هامش رقم 1 ص 111)، وقيل: لتركهم محبة الصحابة (علي القاري/ شم العوارض في ذم الروافض، الورقة 254ب (مخطوطة)، وقيل: لرفضهم دين الإسلام .
***
أما عن الزعم بأن كل الشيعة رافضة ( حتى بالمفهوم المعادي) فهو أيضا خطأ..
ليس هناك اتفاق إذن على سبب تسميتهم بالرافضة.. ولا على أن كل الشيعة رافضة.
أما من يتهم الجعفرية – أو الإثناعشرية – الذين ينتمون إلى الإمام جعفر الصادق فإن الإمام نفسه لا يعترف بغالبيتهم فيقول لأتباعه من الشيعة: "إن أصحاب جعفر منكم لقليل، إنما أصحاب جعفر من اشتد ورعه وعمل لخالقه"
أي شيعة يقصدون إذن و أي رافضة؟..
أيقصدون "السبئية" أم " الكيسانية " "المختارية" أم "الزيدية" أم "الخشبية" أم " الإسماعيلية" أم "الدروز" أم " النصيرية" أم "المفضِّلة" أم "المؤلهة" أم "الكيسانية" أم "الناووسية" أم " الفطحية" أم "الواقفية" "القزلباش" أم "الخاصة" ( مقابل العامة وهم في رأيهم أهل السنة والجماعة) أم " الأصولية- الشيعية-" أم "الإخبارية" أم "الشيخية " أم " الأحمدية" أم "الكشفية" أم "الكريمخانية" أم "القرتية أم " الكوهرية" أم " النوربخشية" أم .. أم.. أم.. أم.. واذكر ثلاثمائة شعبة !!..
لن تجد في الفتاوى الموسادية أو الأمريكية إجابة عن كل هذه الأسئلة..
***
وقف علماء السلف في معظم أنحاء العالم الإسلامي ضد فتاوى الموساد والسي آي إيه التي صدرت باسم السلف. وانتفض العلماء عامة ضد الفتوى المسمومة المغموسة في دماء المسلمين.
لقد أبلغ الشيخ سلمان العودة وكالة الصحافة الفرنسية أن "فتوى بن جبرين هي فتوى قديمة صدرت قبل سنوات عديدة ولا تتعلق بالأوضاع الحالية".
وصرح نجل الشيخ بن جبرين بنفس الأمر..
لم يكن الأمر أبدا محل إجماع حتى في السعودية نفسها ولقد أكد الدكتور الشريف حاتم العوني ـ وهو عضو في مجلس الشورى السعودي ، وأستاذ السنة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة أن أغلب علماء السعودية ليسوا مع الشيخ ابن جبرين..
وحول الرأي القائل بتكفير أفراد الشيعة ، والفتاوى الصادرة "سعوديا" في هذا الصدد، قال الشيخ العوني إن هذا رأي خاطئ، لأن تكفير أهل الشهادتين لا يكون إلا بعد العلم أنهم غير معذورين بالجهل والتشبه والتأويل، وهذا العلم متعذر في أكثر الشيعة.
واستنكر العوني من يقول إن تكفير الشيعة بعموم هو قول علماء السعودية، بل إن الكثير ـ إن لم يكن الأكثر ـ على خلاف ذلك، ولا يرون تكفير عامة الشيعة على التعيين .(المصدر: الإسلام اليوم .)
***
هذا إذن رأي عدو عاقل للشيعة يعترف بأن معظم علماء السلف لا يكفرون الشيعة بالتعيين فلماذا تشنج البعض وهو يطلق أحكاما مطلقة لا يجوز أن يطلقها بشر وكأنهم يقسمون رحمة ربهم وكأنما ميزان العدل الإلهي وميزان الحساب يوم القيامة بين أيديهم حتى لقد صحت في وجه أحدهم: أنت لست الله!! ( استغفرك اللهم) وذكرته بقول أبي الأعلى المودودي عن أولئك الذين لا يعبدون الله بل يعبدون صورتهم في المرآة.
***
لقد استنكر العلامة الدكتور يوسف القرضاوي الدعوات لإثارة النعرات الطائفية وأكد على أن "المقاومة" أشرف ما في الأمة، سواء في فلسطين أو لبنان، ولا يضير المقاومة اللبنانية أنها من الشيعة، فهم جزء من الأمة الإسلامية؛ لأنهم من أهل لا إله إلا الله، ويتفقون معنا في كثير من الأصول، وإن خالفونا في بعض الفروع".
واستدرك القرضاوي قائلا: "وإن كان من كلمة حق يجب أن نقولها، فإننا ننكر على شيعة العراق تعصبهم، وندعوهم إلى نبذ هذا العنف ضد أشقائهم المسلمين السنة، وأن يقفوا ضد المجازر التي تدار، ولا يستفيد منها سوى قوى الاحتلال الأمريكي والكيان الصهيوني".
و أضاف الدكتور يوسف القرضاوي:
ومن دخل في الإسلام بيقين: لا يخرج منه إلا بيقين، لأن اليقين لا يزال بالشك، وأن أصحاب المذاهب المعروفة في العالم الإسلامي، التي تتبعها جماهير من المسلمين، كلهم داخلون في مفهوم الإسلام ، سواء كانت هذه المذاهب فقهية، تعنى بالأحكام العملية عند المذاهب السنية الأربعة المعروفة، ومعها المذهب الظاهري، أم كانت مذاهب عقدية، تعنى بأصول الدين، أي بالجانب العقائدي منه، مثل المذهب الأشعري، أو المذهب الماتريدي، أم كانت تجمع بين الجانب العقدي والجانب العملي شأن المذهب الجعفري، والمذهب الزيدي والمذهب الإباضي. فهذه المذاهب كلها تؤمن بأركان الإيمان التي جاء بها القرآن (الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر) والإيمان بالقدر الذي جاءت به السنة داخلٌ ضمن الإيمان بالله تعالى.
ثم يرسي الدكتور يوسف القرضاوي الأسس التي يجب علينا اتباعها إذ نتناول مذهبا مخالفا ومن أهمها - بتلخيص شديد لحديث العلامة- :
أولا : معرفة الآخر من مصادره
ونعني بـ(حسن الفهم) حسن التعرف على حقيقة موقف الطرف الآخر، وذلك بأخذ هذا الموقف من مصادره الموثقة، أو من العلماء الثقات المعروفين، لا من أفواه العامة، ولا من الشائعات، ولا من واقع الناس؛ فكثيرا ما يكون الواقع غير موافق للشرع.
ومن المهم أن نفرق بين الأصول والفروع، وبين الفرائض والنوافل، وبين المتفق عليه والمختلف فيه، وبين الشائعات والحقائق، وبين ما يلزم به الفقه وما يعمله الناس من عند أنفسهم.
خذ مثلا قضية (تحريف القرآن)؛ فهناك من علماء الشيعة من قالوا: إن القرآن الكريم محرف؛ بمعنى أنه ناقص، وليس كاملا، وألفوا في ذلك كتبا، واستدلوا على ذلك ببعض الروايات التي تسند رأيهم من (الكافي) ومن غيره من كتبهم المعتبرة عندهم.
ولكن هذا الرأي ليس متفقا عليه؛ فهناك من علمائهم من رد عليه، وفند شبهاته، وهذا هو الذي يجب أن نعتمده، ولا نعتمد الرأي الآخر.
وخذ مثلا قضية حرص الشيعة في صلاتهم على السجود على حصاة؛ فالشائع عندنا –أهل السنة- أن الدافع إلى ذلك هو تقديس الشيعة لهذه الحصاة؛ لأنها من طينة كربلاء التي قتل فيها الحسين، أو دفن فيها رضي الله عنه. وقد كنت أنا شخصيا أعتقد ذلك في أول الأمر، حتى زارنا في الدوحة في الستينيات من القرن العشرين الإمام موسى الصدر الزعيم الشيعي المعروف في لبنان، ورئيس المجلس الشيعي الأعلى بها، وقد تباحثنا في بعض الأمور، ومنها هذه الحصاة، فعلمت منه أن الشيعة الجعفرية يشترطون أن يكون السجود على جنس الأرض، فلا يجيزون السجود على السجاد أو الموكيت، أو الثياب أو نحوها.
ونظرا لأن أكثر المساجد أصبحت مفروشة بما لا يجوز السجود عليه في مذهبهم؛ فقد حاولوا أن يوفروا لكل مصل حصاة من جنس الأرض يصلي عليها، وليس من الضروري أن تكون من طينة كربلاء، ولا من غيرها. وقد عرفت ذلك بالقراءة والدراسة في كتب الجعفرية، وعندي عدد منها، من (المختصر النافع) إلى (جواهر الكلام).
وهذا المبدأ -حسن الفهم- كما أطالب به أهل السنة في موقفهم من الشيعة.. أطالب به -من غير شك- الشيعة في موقفهم من السنة، وضرورة تفرقتهم بين الأصول والفروع، وبين الفرائض الأساسية والنوافل الهامشية، وبين المتفق عليه بين أهل السنة والمختلف فيه بينهم -وما أكثره!- وبين الشائع عند العوام والحقيقة عند أهل العلم الثقات، وبين عمل الناس وما يوجبه الشرع.
ثانيا : حسن الظن بالآخر
ثالثا :التعاون في المتفق عليه
من هذه النقاط:
أ ـ الاتفاق على الإيمان بالله تعالى، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه خاتم النبيين، وأنه جاء ليتمم رسالات السماء جميعا، والإيمان بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الإيمان بجميع كتب الله، وجميع رسل الله، كما قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [البقرة: 285]، فهذه قواعد الإيمان الأساسية نتفق جميعا على الإيمان بها، وهي أسس الدين وركائزه.
ب ـ الاتفاق على الإيمان بالقرآن الكريم، وأنه كتاب الله المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)[هود: 1] وأنه محفوظ من التحريف والتبديل بضمانة الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9]. وأنه لا يخالف مسلم –سني أو شيعي – في أن ما بين الدفتين كلام الله.
جـ ـ ومن نقاط الاتفاق: الالتزام بأركان الإسلام العملية: من الشهادتين، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت .
رابعا : التحاور في المختلف فيه
خامسا: تجنب الاستفزاز
ومن ذلك: ترك الألقاب التي لا يحبها أحد الفريقين: كتسمية الشيعة – بـ(الرافضة) وأهل السنة بـ (الناصبة). وهذه هي النقطة الحساسة، بل الشديدة الحساسية بيننا وبين إخواننا من الشيعة، فليس يمكن أن نتفاهم ونتقارب فيما بيننا، وأنا أقول: أبو بكر رضي الله عنه، وأنت تقول: أبو بكر لعنه الله!! فكم من الفرق البعيد بين الترضي عن شخص وقذفه باللعنة؟!
سادسا: المصارحة بالحكمة
ليس من الحكمة أن نخفي كل شيء، أو نسكت عنه، أو نؤجله وندعه معلقا دون أن نجرؤ على إثارته أو الكلام فيه؛ فهذا لا يحل مشكلة، ولا يقدم علاجا، أو يقرب بين الفريقين خطوة واحدة.
سابعا : البعد عن شطط الغلاة
وأقل مظاهر الاتحاد: الجانب السلبي منه، وهو طرح العداوة، وترك الجفوة؛ فلا يعادي بعض الأمة بعضا، ولا يجافي بعضها بعضا، ناهيك من أن يكيد بعضها لبعض، أو يقاتل بعضها بعضا.
ومن أبرز مظاهر الغلو الذي يجب أن يُجتنب: السقوط في هاوية (التكفير). وهو أمر خطير، تترتب عليه آثار هائلة؛ لأن مقتضى الحكم بالكفر على إنسان: أنك حكمت عليه بالإعدام المادي والأدبي: أي أهدرت دمه، وأخرجته من الملة، وحرمته من ولاء الأمة والأسرة، حتى لو لم يقم عليه حد الردة؛ فهو ميت أدبيا ومعنويا.
ثامنا : الحذر من الدسائس.
تاسعا: ضرورة التلاحم في وقت الشدة:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات: 10].
***
و إذ نذكر للعلامة الدكتور يوسف القرضاوي ذلك فإننا نذكر أيضا رأيا قاله في محفل آخر.. وهو رغم اختلاف تفاصيله لا يتناقض مع رأيه الأول:
لقد حذر العلامة من المد الشيعي في مصر، منبهاً إلي أن الشيعة يحاولون اختراق مصر علي أساس أنها تحب آل البيت وبها مقام الحسين والسيدة زينب، ولكن هذا شيء وهذا شيء آخر. وأكد أنهم أخذوا من التصوف قنطرة للتشيع والآن اخترقوا مصر في السنوات الأخيرة. وتابع: «أدعو إلي التقريب بين المذاهب وأؤيد حزب الله في مقاومته، ولكن لا أقبل أن يخترقوا بلادنا»، محذراً من «وقوع مذابح مثل التي تحدث في العراق بين السُنة والشيعة، فإذا حدث اختراق شيعي لمصر فيجب أن نكون علي يقظة». وقال: «حسن نصر الله لا يختلف عن الشيعة المتعصبين، فهو متمسك بشيعته ومبادئه ويقول: يا «علي» ولا يمكن أن ننكر هذا ولكنه أفضل من غيره من القاعدين والمتخاذلين». وذكر القرضاوي لقاءه كبار المسؤولين في إيران، مشيراً إلي أنه طلب منهم ضرورة الكف عن الكلام بأن القرآن ناقص فأغلبهم يؤمنون بأن القرآن كلام الله ولكن يقولون هذا ليس القرآن كله وقالوا إن مصحف فاطمة كان ضعف هذا المصحف. وطالبتهم بالتوقف عن سب الصحابة، فهم يتقربون إلي الله بسبهم ولعنهم وأنه لا ينبغي أن يبشر أحدنا بمذهبه في البلاد الخالصة في المذهب الآخر، وأن التقارب ليس معناه أن يتحول السُني إلي شيعي ولكن نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه. ودعا القرضاوي إلي وقوف السُنة والشيعة، في جبهة واحدة ضد عدوهم المشترك قائلاً: «موقفنا بأننا لا نسمح باختراق المذهب الشيعي لنا ولكن المواجهة للقوي الاستعمارية شيء آخر».. المصري اليوم 2-9.
ولقد علق الدكتور محمد سليم العوا على كلمة الشيخ القرضاوي في بيان أصدره بوصفه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فنفى ما نشر عن القرضاوي من انتقادات للشيعة أو السيد حسن نصر الله زعيم جماعة حزب الله اللبنانية، وقال العوا أن تصريحات القرضاوي فيما يخص التعصب الشيعي كانت "سبق لسان" مضيفا قوله : وإذا كان لفظ التعصب قد جرى على لسان فضيلته في هذا السياق فإن حقيقة المقصود به هو التمسك بالمذهب وبالآراء التي يعبر عنها أو يتبناها علماء الشيعة الإمامية، وهو أمر محمود لا عيب فيه ولا مأخذ عليه، ولم يكن ذكر التعصب إلا سبق لسان مقصوداً به معنى التمسك المحمود بالمبدأ جملة وتفصيلاً ، وبخصوص اتهامات القرضاوي للشيعة بالعمل على اختراق المجتمعات السنية قال العوا : وما ذكره فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي عن رفضه لمحاولات بعض الشيعة التأثير على أفراد من أهل السنة لتحويلهم إلى المذهب الشيعي كان المقصود به تلك المحاولات الفردية غير المسؤولة التي تبث الفرقة والفتنة بين أبناء الدين الواحد في الأقطار التي غالبيتها من أهل السنة بالدعوة إلى التشيع، أو في الأقطار التي غالبيتها من الشيعة بالدعوة إلى الانتقال إلى مذاهب أهل السنة ، واختتم العوا بيانه بالتحذير من فتنة الشقاق بين السنة والشيعة مضيفا قوله : إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يضم العلماء من المذاهب جميعاً، ولرئيسه نواب ثلاثة من الشيعة والسنة، والإباضية، يؤكد على موقفه الثابت من ضرورة وأد أي فتنة بين المسلمين في مهدها، ومن ضرورة التقريب بين أهل المذاهب الإسلامية وعلمائها وأتباعها، ومن ضرورة التعاون بين المسلمين كافة فيما اتفقوا عليه وأن يعذر بعضهم بعضاً فيما اختلفوا فيه. المصريون ـ خاص : بتاريخ 4 - 9 - 2006
وفي نفس اليوم وعلى قناة دريم الفضائبة.. صرح العلامة الدكتور يوسف القرضاوي بتصريح خطير جدا..
لقد قال أن الزعيم الإيراني الراحل " آية الله الخميني" قد صرخ في وجه من لعن سيدنا أبا بكر أمامه:
- هذا كفر..
والحقيقة أن السطر الأخير وحده يهدم نصف الخلاف بين السنة وبين الشيعة..
***
لقد قرأت هذا المعنى منذ منتصف الثمانينات، لكنني لم أكن أنوي إيراده في سلة الحجج لأن مصادره المباشرة لم تتيسر لي بعد كل هذا الزمن.. ولم أكن مستعدا للاعتماد على الذاكرة في أمر خطير كهذا.. بل إنني أعترف أن طوفان الباطل والادعاء والتشهير قد اكتسح ما أعلمه.. حتى ظننت بذاكرتي الظنون.. وكيف لا.. وهذا الطوفان من أكاذيب الرويبضات يهاجمني.. من ادعاءات لم تتوقف أبدا و أحاديث إفك لا تثبت.
***
نقول هذا مؤكدين أننا لا ننفي الانحراف أو الاختلاف بل ننفي الكفر عن الغالبية.. وننبه إلى العملاء المتربصين لإشعال النار دائما.. و إذ أوردت ما قاله الشيخ القرضاوي فإننا نذكر أيضا ما قاله إمام الجامع الأزهر من أن ما حققه نصر الله يعادل غزوة بدر:
للمرة الأولي منذ بداية الحرب الإسرائيلية علي لبنان يصدر عن أحد أئمة الأزهر تأييد للمعارك التي قام بها حزب الله ضد القوات الإسرائيلية، حيث وصف الشيخ صلاح نصار إمام الجامع الأزهر انتصار حزب الله علي إسرائيل بأنه بمثابة غزوة بدر الثانية، حيث استطاعت الفئة القليلة من المؤمنين تلقين العدو الإسرائيلي درسا لن ينسوه.
وحذر نصار من الدعاوى التي تصدر بين الحين والآخر والتي تهدف إلي التفرقة بين السنة والشيعة موضحا أنها خلافات في الفروع وليست في جوهر الدين، ودعا المسلمين إلي توحيد صفوفهم وشحذ الهمم العربية والإسلامية من أجل استرداد كل المناطق العربية والإسلامية المحتلة.
أشاد خطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، بالمقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان، واصفا إياها بأنها دليل على ابتعاد الأمة عن "ثقافة الهزيمة"، وأنها تتحرك في اتجاه مزيد من الاحترام للنفس.
وقال الشيخ صالح بن حميد في خطبة الجمعة يوم (1/9): "نحن بإذن الله في إرهاصات فجر جديد يزرع في الأمة الثقة بنفسها بعد ربها، وتعتمد على وحدتها وأبنائها وسياستها الحكيمة لا على المنظمات الدولية والقرارات الدولية فحسب. فجر جديد تؤكد فيه أمة العرب والمسلمين للعالم احترامها واحترام دينها وأمنها ودمائها وحفظ حقوقها وعدالة قضيتها".
نافذة مصر 2-9
***
في نفس السياق انتقد المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف الفتاوى السعودية ضمنيا في بيان خاص، أكد فيه أن بعض الجهات تحاول إحياء الانقسامات الطائفية القديمة.
وقد أكد الشيخ محمد الغزالي أنه لا فرق بين الشيعة والسنة في الأصول، وإنما هو اختلاف في فروع الفقه كالاختلاف بين المذاهب الأربعة. ومن مقولاته الشهيرة أن: المصحف واحد يطبع في القاهرة فيقدسه الشيعة في النجف أو في طهران ويتداولون نسخه بين أيديهم وفي بيوتهم دون أن يخطر ببالهم شيء البتة، إلا توقير الكتاب ومنزّله - جل شأنه - ومبلِّغه (ص).ويقول في رده على من يتهم الشيعة بأن لهم قرآنا غير هذا القرآن: لماذا لم يطلع الإنس والجن على نسخة من هذا القرآن خلال هذا الزمن الطويل؟!! ولماذا هذا الافتراء؟!! ويقول: { إنّ الشيعة يؤمنون برسالة محمد ويرون شرف علي في انتمائه إلى هذا الرسول وفي استمساكه بسنته ، وهم كسائر المسلمين لا يرون بشراً في الأولين ولا في الآخرين أعظم من الصادق الأمين ... فكيف ينسب لهم هذا الهذر ويقول: والحق أن هناك أناسا يشتغلون بالدعوة الإسلامية، وفي قلوبهم غل على العباد، ورغبة في تكفيرهم أو إشاعة السوء عنهم، غلٌّ لا يكون إلا في قلوب الجبابرة والسفّاحين.. وإن زعموا بألسنتهم أنهم أصحاب دين.
[ في حواري مع صديقي الدكتور عاصم نبوي رد على هذه النقطة بقوله: ( الحقيقة يادكتور محمد أنهم هم الذين يدعون إن عندهم قرآنا مختلفا .. وعليه فيجب عليم الدفاع لا أن ندافع نحن عنهم !!! عاصم).. ولم أملك إلا أن أقول له أنه لا يفند حجتي.. بل يفند حجة الشيخ الغزالي.. و أن لي الحق مع كل الاحترام أن أرى أن الشيخ محمد الغزالي أولى بالاتباع.ٍ. ثم أننا نتبع أقول جمهور الشيعة ويتبع هو قول آحادهم]
كما أعلن الشيخ الغزالي في كتابه: ( كيف نفهم الإسلام ص 116 الطبعة الثالثة سنة 1983م دار التوفيق النموذجية) (عن سروره بقيام إدارة الثقافة بوزارة الأوقاف المصرية بطبع كتاب المختصر النافع وهو كتاب فقهي يضم أحكام العبادات على مذهب الشيعة الإمامية). ويقول الغزالي في كتاب (ظلام من الغرب ص196 الطبعة الأولى 1956 دار الكتاب العربي بمصر) ما نصه: " إن كثيرا من أهل العلم في الأزهر الشريف تكونت لديهم صورة عن الشيعة نسجتها الإشاعات والفروض المدخولة، ويقول في (كيف نفهم الإسلام ص118): "ولقد رأيت ان أقوم بعمل إيجابي حاسم سداً لهذه الفجوة التي صنعتها الأوهام بل إنهاء لهذه الفجوة التي خلقتها الأهواء فرأيت أن تتولى وزارة الأوقاف ضم المذهب الفقهي للشيعة الإمامية إلى فقه المذاهب الأربعة المدروسة في مصر وستتولى إدارة الثقافة تقديم أبواب العبادات والمعاملات في هذا الفقه الإسلامي للمجتهدين من إخواننا الشيعة وسيرى أولوا الألباب عند مطالعة هذه الجهود العلمية أن الشبه قريب بين ما ألفنا من قراءات فقهية وبين ما باعدتنا عنه الأحداث السيئة".
يعلق الأستاذ الدكتور عاصم نبوي مؤلف الكتاب الرائع المروع : "خواطر في وجوب مقاطعة بضائع الأعداء" (وهو أستاذ في كلية الهندسة جامعة المنوفية، حصل على درجته العلمية من الجامعات الإنكليزية، يجيد العربيّة الفصحى بقواعدها، محيط بالعلوم الشرعية والقرآن الكريم والحديث الشريف، ولديه إجازات شرعية في ذلك، ويجيد الإنكليزية إجادته للعربيّة).. يعلق الدكتور عاصم قائلا: (وما رأيك ياشيخنا في التقية ونكاح المتعة واستعارة الفروج ولعن الصحابة وتكفيرهم ورد الأحاديث الصحيحة والطعن في البخاري ومسلم إلى آخر القائمة؟؟؟)
والحقيقة أنني حريص على إيراد الرأي المضاد حتى لو لم أقتنع به أحيانا..
والحقيقة أيضا أنني أشعر ببعض الدهشة لأن بعض أغزر أصدقائي علما.. و أحسبهم- ولا أزكيهم على الله - من أكثرهم ورعا يتخلون عن جزء كبير من منهجهم العلمي عند تناول قضية الشيعة والسنة .. من ذلك ما سبق.. ومنه ما أمدني به أخي في الله الدكتور هاني السباعي من مرجع مستدلا بالمرجع على كفر الشيعة.. وفي السطور الأولي من الكتاب كان أول دليل لمؤلفه على كفر الشيعة هو أنهم يؤلهون سيدنا على رضي الله عنه.
لم يذكر لنا مؤلف الكتاب – المنصف!!- أن فئة السبئية هي التي ادعت ذلك ذات يوم..
ولا ذكر لنا المؤلف المنصف أن هذه الفئة انقرضت منذ عشرات القرون ولم يعد لها وجود على الإطلاق..
وفي ذلك خيانة للمنهج العلمي.. وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.. وفيه أيضا تدليس على القراء بالكذب..
ولكن الأمر رغم فداحته لا يقتصر على ذلك..
لأن المؤلف المنصف.. المدافع بالباطل عن الحق فلن يقبل منه إن شاء الله.. نسي أن يخبرنا بأن الشيعة يحكمون على السبئية بالكفر!!
ولم أجد بي حاجة إلى إكمال كتاب هذا هو سطره الأول.
***
يقول الشيخ محمد أبو زهرة – وهو من هو- في كتابه (( الإمام الصادق )) : { السنّة المتواترة حجة عندهم بلا خلاف في حجيتها ، والتواتر عندهم يوجب العلم القطعي ويقول: (لا شك أن الشيعة فرقة إسلامية… ولا شك أنها في كل ما تقول تتعلق بنصوص قرآنية أو أحاديث منسوبة إلى النبي) (وهم يتوددون إلى من يجاورونهم من السنيين ولا ينافرونهم) . [يعلق الدكتور عاصم: (وما رأيك فيما يحدث في الأحواز لأهل السنة، وكذا في احتلال الجزر العربية الثلاث في الخليج "الفارسي") .. و أرد عليه: فما رأيك فيما يحدث في لاظوغلي وسجون السعودية وسورية والأردن وتونس والمغرب.. بل ما رأيك في المذابح التي حدثت في فترات متفاوتة من دولة الخلافة الناقصة.. فهذه كلها – إن صحت- فروع فروع.]..
فلنواصل حديث الشيخ محمد أبو زهرة: (وإذا رجعنا إلى كتّاب الأصول عند إخواننا الإثني عشرية، نجدهم يعتمدون على الكتاب والسنة) (وإذا كان إخواننا الإثنا عشرية يرون أمر الإمامة عقيدة، ويرتبونها ترتيباً تاريخياً بالصورة التي ذكروها، فهم معنا في اصل التوحيد والرسالة المحمدية).
(وأخيراً نقولها كلمة صادقة، إذ لم يبق من خلاف بيننا وبين إخواننا الإثني عشرية، إلا ذلك الخلاف النظري الذي ليس له موضع من العمل، وهو أقرب إلى أن يكون خلافاً في وقائع التاريخ).
***
يقول الدكتور احمد عمر هاشم (هذا عالم سلطة لا يعتد بفتاواه، وهكذا بعض نفر غير قليلين ممن تذكر بعد الآن .. د عاصم) رئيس جامعة الأزهر الأسبق: تطالب بعض الفتاوى الظالمة من الذين يفتون للعدو لاستمرار عدوانه، وليبرروا للمعتدين قتل المدنيين من النساء والصغار ومن الشيوخ والكبار ومن هدم المنازل والملا جيء ودك المنشآت والضرب العشوائي وهي فتاوى تحمل بين طياتها دلائل كذبها وجهلها فلا يحل الإسلام ولا أية شريعة من الشرائع السماوية العدوان علي المدنيين ولا ضرب المنشآت ولا الأطفال ولا النساء ولا كبار السن فكيف استباح المعتدون ومن وراءهم ومن أفتوهم حرمات النفس والمال والعرض.
ويقول الدكتور رجب أبو مليح المفتي أن الاتهامات الموجهة للشيعة وحزب الله إنما هي بمثابة ورقة التوت التي يستر كثير من الناس بها عورته بعد أن فضحته الأحداث وتركته عاريا لا يستطيع أن يستتر بشيء فإن كانت هذه الشبهات تصدق على حزب الله فماذا قدم هؤلاء الناس لحكومة حماس في فلسطين ؟؟ وهم ليسوا شيعة ولم يتهمهم أحد بالتشيع أو الرفض !!
(وأين الخمسين مليون دولار التي وعدت بها إيران حكومة حماس على الملأ؟؟؟ عاصم) .. لا تعليق.. فنحن نتكلم في قضية إيمان وكفر وهذا الطرح خارج القضية تماما.. و إلا: فأين كل السنة.. لا كمجرد دول بل كأفراد أيضا!! م ع
ويقول فضيلة الشيخ المستشار فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء: اتفق جمهور العلماء في الماضي والحاضر على اعتبار الشيعة الإثنى عشرية مسلمين ومن أهل القبلة، لأنّهم يشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون رمضان ويحجّون البيت، رغم أنّهم يخالفون أهل السنّة والجماعة في بعض فروع العقيدة، وكثير من فروع الفقه. و بناءً على ذلك وجدنا أنّ الشيعة الاثنى عشرية خاصّة كانوا على مدار التاريخ يسمح لهم بالحج إلى بيت الله الحرام باعتبار أنّهم مسلمون، ولم ينكر ذلك أحد من العلماء، كما يدخلون مساجد أهل السنّة والجماعة، ويدخل أهل السنّة مساجدهم باستثناء حالات نادرة يغلب فيها التشنّج والمغالاة (ليس في طهران مسجد واحد لأهل السنة .. دعاصم). ورغم أنّ سبّ الصحابة قد يؤدّي إلى الكفر إذا كان فاعله يقصد تكذيب القرآن (وهذه هي حجّة من يرى تكفير من سبّ الصحابة)، إلاّ أنّ الذين يقعون في هذه الكبيرة يؤوّلونها عادة حتّى لا يقعوا في تكذيب القرآن، وإن كان تأويلهم غير مقبول في العقول، ولكن وجود هذا التأويل يجعلنا نحجم عن التكفير ونكل أمرهم إلى الله. القول أنّهم أخطر على المسلمين من اليهود، مبالغة خاطئة لا يجوز أن يقولها مسلم، فخطر اليهود على الإسلام والمسلمين خطر مطلق يشمل العقيدة أساساً وفروعاً، ويشمل الشريعة كلّها، ويمتدّ ليشمل الأرض والعرض والثروات والأوطان. ولا يمكن أن يكون خطر الشيعة – وهم مسلمون إجمالاً – على السنّة إلاّ نتيجة تكبير الاختلاف في بعض الجزئيّات، وتناسي التوافق في الأمور الأخرى، وهو أكبر بما لا يقاس. أمّا أنّهم سيتفرّغون لأهل السنّة، فهو كلام خطير جداً بحق السنّة والشيعة، إنّهم اليوم يواجهون اليهود فعلاً بكلّ قواهم. والمفروض أنّ هذا الأمر يستثير مشاعر الوحدة بيننا وبينهم ضدّ العدوّ المشترك، فهل يعقل أن نستثير نحن مشاعر العداوة بناءً على أمر أقصى ما فيه أنّه محتمل، ونعطّل مشاعر الوحدة التي يأمر بها الله تعالى، ويفرضها أمر قائم وهو العدوّ اليهودي؟ .
***
فتوى الشيخ شلتوت مشهورة ويؤيده فيها الدكتور محمد محمد الفحّام شيخ الأزهر والداعية الكبير الشيخ محمد الغزالي و عبد الرحمن النجار (مدير المساجد بالقاهرة): والدكتور مصطفى الرافعي و محمد رشيد رضا (المحدّث السلفي) الذي قال: (وقد صرحوا - أهل السنة - بصحة إيمان الشيعة، لأن الخلاف معهم في مسائل لا يتعلق بها كفر ولا إيمان، فالشيعي مسلم له أن يتزوج بأي مسلمة. وإذا نظرنا إلى ما أصاب المسلمين من التأخير والضعف بسبب العداوة المذهبية، وأننا في أشد الحاجة إلى التآلف والتعاطف والاتحاد يتبين لنا أن مصاهرة المخالف في المذهب ضرورية) .
كما قال الإمام الشهيد حسن البنا (زعيم الإخوان المسلمين في العالم): (اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون، تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذا أصل العقيدة، والسنة والشيعة فيه سواء وعليه التقاؤهم، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما) .
في نفس السياق يكتب كل من الأستاذ أحمد بك المصري (أستاذ شلتوت وأبي زهرة) والشيخ أحمد الباقوري (شيخ الجامع الأزهر ووزير أوقاف مصر) و طه جابر العلوانيأستاذ الفقه والأصول في جامعة الإمام محمد بن سعود) الدكتور علي سامي النشار و الدكتور بدران أبو العينين والدكتور أحمد الحصري (أستاذ مساعد للفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر) والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق و الأستاذ عبد الرحمن بدوي الدكتور علي عبد الواحد وافي الدكتور حامد حفني داود : (أستاذ الأدب العربي بكلية الألسن بالقاهرة والمشرف على الدراسات الإسلامية بجامعة عليكرة الهند) و الأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي والدكتورة سميرة الليثي والحاجة زينب الغزالي و فكري أبو النصر (من علماء الأزهر الشريف) و محمد الزحيلي (أستاذ بكلية الشريعة جامعة دمشق و الشيخ عفيف عبد الفتاح طبّارة في كتابه روح الصلاة في الإسلام، والشيخ سليم البشري المالكي شيخ الجامع الأزهر و الشيخ عبد المجيد سليم رئيس لجنة الفتوى بالأزهر ومحمد سعيد رمضان البوطي بل ويقول العالم الأزهري خالد محمد خالد: (أما الشيعة بالذات فلهم في نفسي تقدير خاص، ولا يمكن أن ننسى من أعلامهم، أولئك الذين بذلوا جهداً سخياً وداعياً في سبيل تحرير الفقه الإسلامي من أغلاله، وتنقيته من رواسب والشوائب). كمال يقول الدكتور مصطفى السباعي: (فأعود فأكرر دعوتي للمخلصين من علماء الشيعة - وفيهم الواعون الراغبون في جمع كلمة المسلمين - أن نواجه المشاكل التي يعانيها العالم الإسلامي اليوم في انتشار الدعوات الهدامة، التي تجتث جذور العقيدة من قلوب شباب السنة وشباب الشيعة على السواء). (يجب أن تنصب جهود المخلصين من أهل السنة والشيعة، إلى جمع الشتات وتوحيد الكلمة، إزاء الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي وبالعقيدة الإسلامية من أساسها) .
ويقول الدكتور صابر طعيمة: (ومن الحق أن يقال: أنه ليس بين الشيعة والسنة من خلاف في الأصول العامة، فهم جميعاً على التوحيد، وإنما الخلاف في الفروع، وهو خلاف يشبه ما بين مذاهب السنة نفسها (الشافعية والحنفية…) فهم يدينون بأصول الدين كما وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة،(وأي سنة تبقى إذا أنكروا الصحاح، وكفروا الصحابة وأمهات المؤمنين إلا ستة؟؟؟ د عاصم)( والتعليق هو: على من تعود واو الجماعة؟!) ، كما يؤمنون بكل ما يجب الإيمان به ويبطل الإسلام بالخروج منه في الأحكام المعلومة من الدين بالضرورة. ومن الحق أن السنة والشيعة هما مذهبان من مذاهب الإسلام يستمدان من كتاب الله وسنة رسوله) .
ويقول الدكتور بدران أبو العينين : (أستاذ الشريعة في كلية الحقوق بجامعتي الإسكندرية وبيروت) (الشيعة جماعة من المسلمين تشيعوا لآل بيت الرسول… وهم يقيمون مع أهل المذاهب السنية، وتربطهم بهم روابط التسامح (نعم والدليل في العراق واضح جلي ولماذا تعتذر عنهم يا دكتور بأن قعودهم عن مقاومة الأمريكان في العراق بل مساعدتهم بأمر الملالي إنما هو سياسة وليس دينا، فلا يلامون، ثم تقرر أن حرب نصر الله مع إسرائيل وليست سياسة، فأين الدليل؟ .. عاصم) ( والتعليق: بل لو كانت بضاعتي من الفقه تكفي لحكمت على من والي الأمريكيين في العراق بالكفر بسبب الولاء والبراء لا بسبب السنة والشيعة) والسعي إلى تقريب وجوه الخلاف، لأن جوهر الدين واحد، والله لا يسمح بالتباعد والتنافر… والإمامية مع ذلك لا يفترقون عن جمهور أهل السنة إلا في بضع عشرة مسألة) .
ويقول الدكتور محسن العواجي:
أن "الحياد في هذه الأزمة يبقى مرفوضًا مهما كانت مبرراته؛ إذ لا سواء بين الفئتين".
ويشدد في المقال الذي يحمل عنوان "اللهم انصر المقاومين الأبطال، واشدد وطأتك على المعتدين الأنذال" على أنه "من السذاجة النظر إلى حزب الله في هذه الأزمة تحديدًا نظرة طائفية مجردة، ولا سيما أنه تحت قيادة حسن نصر الله الداهية سياسيًّا والشجاع ميدانيًّا مهما اختلفنا معه، رجل السياسة أكثر منه رجل الدين".
واستطرد د.العواجي قائلاً: "الحقيقة التي لا مناص منها هي أن حزب الله في لبنان اليوم في عين الشارع الإسلامي شكّل رأس حربة فعّالة تثخن العدو وتقاوم زحفه ببسالة، وهذا العدو الذي أجمع المنصفون في العالم بأنه عدو مغتصب محتل، لا يراعي عهدًا ولا ذمة".
وشدّد على أن "كل مقاوم لهذا الاحتلال هو بحكم الواقع بطل مقدام سيسجل له التاريخ ذلك، وأقل حق له علينا مناصرته بكل وسيلة مشروعة؛ لأنه صاحب حق مشروع بكل المعايير والأعراف، ويدفع ظلمًا عن نفسه وعن أهله وأرضه".
ولم يكن د.العواجي هو فقط من خرج عن صمته، حيث بدأ عدد من العلماء السعوديين يعلنون عن مواقفهم من العدوان الإسرائيلي، داعين الله أن ينصر حزب الله على "الصهاينة المجرمين".
فقد أعلن الشيخ محمد بن يحيى النجيمي، أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء بالرياض، تأييده الكامل لحزب الله ولمقاومته البطولية.
وقال خلال حديث بثته قناة "المستقلة" السبت 22-7-2006: إنه لولا حزب الله لما كانت بيروت إلا نسخة مصغرة من مستوطنات إسرائيلية كما هو الحال في الجولان والضفة الغربية المحتلة.
وبين الشيخ النجيمي أن ما تقوم به إيران من دعم سياسي لحزب الله هو واجب على كل مسلم. وقال: "إن إيران ربما تدعم حزب الله سياسيا وهذا واجب على كل مسلم، لكنها لا تدعمه لا بالسلاح ولا بالمال".
وبدوره دعا الشيخ موسى القرني رئيس قسم أصول الفقه بالجامعة الإسلامية سابقاً، خلال حديثه على قناة "اقرأ" إلى نصرة حزب الله، مشددا على أنه "يجب على المسلمين نصرة حزب الله لأنه يجاهد الصهاينة المجرمين".
ودعا الشيخ سلمان العودة، المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"، بدوره إلى توحد الصف أمام إسرائيل.
وقال في قناة "إم بي سي": "إن حق الأزمة أن نؤجل خلافاتنا لوقت آخر".
ومضى قائلاً: "إننا نختلف مع حزب الله، وهو خلاف جوهري وعميق كما هو خلافنا مع الشيعة الذي لا يمكن أن يلغى، لكن هذا الوقت ليس وقت الخلاف والشقاق، فعدونا الأكبر هم اليهود والصهاينة المجرمين الذين لم يفرقوا في عدوانهم حتى بين الأطفال والمحاربين".
***
إنني أرجو من القراء مراجعة الفصل الممتاز الذي كتبه الشهيد – إن شاء الله – فتحي الشقاقي بعنوان: "الستة والشيعة.. ضجة مفتعلة ومؤسفة"- الأعمال الكاملة- المجلد الأول- مركز يافا للدراسات والأبحاث- والذي ناقش الأمر مناقشة تفصيلية و أورد أقوالا لآية الله الخميني تحكم بالكفر على من يفرقون بين السنة والشيعة.. كما يورد قول الأستاذ أحمد إبراهيم بك في كتابه (علم أصول الفقه وتاريخ التشريع الإسلامي- طبعة دار الأنصار) ص21 (والشيعة الإمامة مسلمون يؤمنون بالله ورسوله وبالقرآن وبكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ومذهبهم هو السائد على البلاد الفارسية). ثم يقول ص 22 (ومن الشيعة الإمامة قديما وحديثا فقهاء عظام جدا وعلماء من كل علم وفن وهم عميقو التفكير واسعو الإطلاع ومؤلفاتهم تعد بمئات الألوف، وقد اطلعت على الكثير منها) ويقول في هامش نفس الصفحة (يوجد في الشيعة غلاة خرجوا بعقيدتهم من دائرة الإسلام ولكن هؤلاء غير ملتفت إليهم من جمهور الشيعة الإمامية).
ثم يعقب الدكتور فتحي الشقاقي قائلا:
وبعد كل هذا السيل من الشهادات التي لا تنتهي لعلماء الأمة أود أن أشير إلى أولئك الذين حاولوا ترديد فتوى ابن تيمية ضد الرافضة- والتي تضم العديد من فرق الشيعة- وحاولوا سحب هذه الفتوى على الشيعة الإمامية الإثنى عشرية- وبالتالي استغلالها ضد الثورة الإسلامية في إيران- لقد وقع هؤلاء في عدة أخطاء هامة:
- لماذا لم يجدوا في تاريخ الإسلام قبل ابن تيمية مثل هذه الفتوى رغم أن ابن تيمية جاء في القرن السابع الهجري.. أي بعد أكثر من ستة قرون لظهور الشيعة.
- لم يستوعبوا ابن تيمية والتناقضات التي واجهها المجتمع المسلم وهو يواجه الغزو الخارجي.
- لم يحاولوا في غمرة حقدهم على الثورة الإسلامية في إيران وموقفهم السياسي منها .. لم يحاولوا تقصي إذا ما كانت كلمة (الرافضة) التي ذكرها ابن تيمية تنسحب على الشيعة الإمامية الإثنى عشرية أم لا؟
يقول الأستاذ أنور الجندي كتابه الإسلام وحركة التاريخ ص 422 : (والرافضة غير السنة والشيعة).. كما يقول في ص 420 (وقد كان تاريخ الإسلام حافلا بالخلافات والمساجلات الفكرية وبالصراع السياسي بين السنة والشيعة. وتد حرص الغزو الخارجي منذ الحروب الصليبية إلى اليوم على أن يغذى هذا الخلاف وأن يعمق آثاره.. كما يقول: (والحق أن الخلاف بين السنة والشيعة لا يزيد عن أن يكون خلافا بين الأربعة) وحتى لا نقع في وهم أن السنة والشيعة شيء واحد وإنه لم يوجد في تاريخهم غلاة نقرأ ص 421 للأستاذ الجندي (ومن الحق أن يكون الباحث يقظا في التفرقة بين الشيعة والغلاة، هؤلاء الذين هاجمهم أئمة الشيعة أنفسهم وحذروا مما يدسونه).
ثم ينقل الدكتور فتحي الشقاقي على لسان آية الله الخميني كلمة قالها في خطبة له في جمادى الأول 1384 هـ:
(الأيدي القذرة التي بثت الفرقة بين الشيعي والسني في العالم الإسلامي لا هي من الشيعة ولا من السنة.. إنها أيدي الاستعمار التي تريد أن تستولي على البلاد الإسلامية من أيدينا والدول الاستعمارية، الدول التي تريد نهب ثرواتنا بوسائل مختلفة وحيل متعددة هي التي توجد الفرقة باسم التشيع والتستن).
***
لشد ما أخشى أن يكون جل الخلاف بين السنة والشيعة هو – بالإضافة لسوء الفهم التاريخي- خلاف في المصطلحات أو في معنى الكلمات.. و أننا لو خلصنا الكلمات والأفكار من العناوين التي أطلقت عليها فربما نكتشف أن كثيرا من الخلاف متوهم.
ولكي أخفف من وطأة المقال قليلا دعونا نستروح بعض فكاهة في كتاب صحافي كبير هو الأستاذ محمود عوض الذي يورد في كتابه: "بالعربي الجريح" بعض مفارقات صاخبة منها:
كنا نترب من الحدود اللبنانية مع سوريا. والأجواء السياسية مكهربة، فهي ذروة الحرب الأهلية في لبنان. وعند نقطة الحد ود توقفت سيارتنا بينما جندي الحراسة داخل المركز الحدودي يشير إلينا فيما بدا أنه يلوح لنا بالمرور. هكذا بدأ السائق ينطلق. وخلال لحظات أحاطت بنا طلقات الرصاص من كل جانب مما أصابنا جميعا بصاعقة.
قدم نحونا جندي الحدود عصبيا وهائجا وهو يصيح في السائق بغضب: أنا أعيط عليك. أعيط عليك.. كيف ما توقف؟
تلعثم السائق قائلا بارتباك واعتذار: ما فهمت عليك. سامحنى يا أخى..
لكنى وجدت نفسي أقول لجندي الحدود باندهاش: ولماذا يا أخي تعيط عليه؟ أحنا هنا في جنازة؟
بعدها اتضحت المفارقة الكبري. فباللهجة المصرية فإن "العياط" هو البكاء. أما في اللهجة السورية فالعياط هو المناداه، أو الزعيق، أو الصراخ. ومن تلك المفارقة أفرغ جندي الحدود نصف مدفعه الرشاش إنذارا للسائق بالتوقف فورا.
ومن تلك المفارقة تعلقت حياتنا للحظات بين- الجبل والقبر.
ويورد محمود عوض مفارقة أخرى..
وفى الصحف السعودية لفت نظري انتشار نوع من الإعلانات، وبكثرة، من النموذج التالى: "للتقبيل " من الساعة 6 إلى الساعة 8 يوميا. هاتف.... أو: مطلوب للتقبيل: ويفضل عرض مميز. للمفاهمة: هاتف.* ... أو: للتقبيل: خصوصا العائلات. الديكور جديد. والهاتف.. وهكذا. مع أول صديق سعودي زارني في القاهرة انطلق سؤالي: كل هذه الإعلانات؟ للتقبيل؟ وفى السعودية؟. وضحك الصديق السعودي بشدة وهو يشرح لي الأمر قائلا: عندنا التقبيل معناه : البيع!!
ترى.. هل كان بعض الهجوم على الشيعة من نوع العياط والتقبيل..
***
والآن..
هل يقف علماء الشيعة - مع حساب فارق المصطلحات - موقفا واحدا حتى يأخذ بعض السلفيين منهم موقفا واحدا..
لقد أكد العلماء الشيعة السعوديون عادل أبو خمسين وحسن النمر وجعفر النمر والمفكر الشيعي اللبناني السيد هاني فحص، أن مساحات التقارب بين السنة والشيعة أكبر بكثير من مساحات الخلاف، وأن مسائل سب الصحابة والقول بتحريف القرآن وأن جبريل خان الأمانة فنزل به على الرسول بدلا من علي، لا وجود له في كتب الشيعة ولا في مذاهبهم. فيما رأى الرمز الشيعي السعودي الشيخ حسن الصفار أن الوقت غير مناسب لإبراز الخلافات المذهبية وجراحات الماضي، مطالبا بالتوقف عن هذه السجالات بين أهل المذهبين السني والشيعي.
يقول الشيخ عادل عبد الله أبو خمسين أن التقارب بين السنة والشيعة هو أكثر بكثير من الخلافات والفوارق الفقهية والمذهبية. وهناك بعض الفوارق هي وهمية ليست حقيقية، مجرد اختلاف في المصطلح. أما المضمون فهو متفق عليه، وهي كثيرة من هذا النوع. وبجهد من علماء الفريقين بإمكان القضاء عليها. وهناك قسم آخر من الفوارق، هي فوارق حقيقية ولكنها لا تعني انفصالا كليا بين المذهبين، وإنما نعتبرها من ضمن الفوارق الطبيعية في داخل الدين الإسلامي الشامل والواسع والقادر على احتضان الاجتهادات والآراء المختلفة.
وردا على سؤال حول مأخذ بعض علماء السنة بأن بعض الفرق الشيعية تقول بحدوث تحريف في القرآن و أنه حذف منه ما يخص آل البيت قال الشيخ أبو خمسين: فيما يتعلق بتحريف القرآن أو النقص والزيادة فيه فهذا غير صحيح، وهو افتراء على الشيعة، فغالبية علمائهم وفي كتبهم يؤكدون دائما على أن القرآن الموجود هو القرآن الصحيح والكامل والمتفق عليه.لكن بعض الجهال من الطرف الآخر يريد أن يشنع أو يوجد مثلبة على الطرف الثاني رغم أنه ينكر هذا الشيء، فالمسألة الخاصة بالقرآن، هي من الأوهام الموجودة عند البعض جهلا أو وهما أو ضمن الصراع المذهبي.
وفيما يختص بمسألة الصحابة والنيل منهم قال الشيخ أبو خمسين: الحديث هنا من جانبين، الأول مبدأ القضية، فالغالبية من الشيعة وكثير من الروايات عندنا تمنع وتنهى عن هذا الأمر.. من الناحية الأخلاقية، فالمؤمن ليس من صفاته أن يشتم أو يسب أي طرف كان. كما أن الوحدة الإسلامية والتاريخ الإسلامي يستلزمان من الإنسان أن يحترم الأطراف الأخرى حتى لو كانت عنده وجهات نظر أو رأي مخالف.
النقطة الثانية: على افتراض انه وجد شخص أو شخصان أو قلة أو أفراد، كانت عندهم هذه الصفة، فنحن نرى في التاريخ الإسلامي أن الصحابة مع بعضهم البعض كانت بينهم خلافات وحروب وكان بينهم أيضا سباب. فلا يوجد عالم من المسلمين قال إن سب صحابي لصحابي آخر، أخرجه من الدين والملة والإسلام. من الممكن أنه أخذ عليه ذلك السب والشتم واعتبر خطأ، ولكن لم يدع عالم من القدماء أن ذلك الصحابي خرج على الإسلام بشتمه وسبه صحابيا آخر.
وشرح الشيخ أبو خمسين ذلك بقوله: أريد أن أقول هنا إنه على فرض أن أحدا أو اثنين عنده هذا الرأي، فهذا لا يعني أنه خرج عن الدين والملة. صحيح أنه مخطئ، في رأيي شخصيا، لأنه لا يصح شتم الصحابة وسبهم وتعميق الفجوة بين المذاهب بهذه الطريقة، ولكن ذلك لا يصل إلى أن نخرج إنسانا عن الدين والملة.
ويشير إلى أن الخلافات قسمين، قسم موروث يمكن تجاوزه عبر توضيحه. ويجب على الناس أن يعرفوا حقيقة وجهة النظر الأخرى من مصدرها، ولكن المشكلة أننا نتعرف على المذهب الآخر ليس من أتباعه وإنما من جماعات أخرى. فمثلا هناك من يتعرف على المذهب الشيعي، ليس من علماء الشيعة وإنما من أناس عندهم شئ في نفوسهم عن الشيعة، وهؤلاء ليسوا مصدرا صحيحا. كذلك الشيعة يفترض أن يعرفوا المذهب السني من مصادره، أي من علماء السنة.
وسألته هل يوجد في الشيعة تكفير لأهل السنة فأجاب: موجود بخصوص الناصبي فقط من المذهب السني، ولكن لا يوجد في كتبنا المعتمدة من يقول إن السني كافر أبدا. نحول نقول إن من تلفظ بالشهادتين فهو مسلم أيا كانت قناعاته وأفكاره وأراؤه. أما الناصبي فهو الذي يناصب العداء لأهل البيت، فهو يخالف ضرورة من ضرورات الدين. والسنة هم أيضا يقرون بهذا الشئ، أي أن النبي يأمر بالولاية لأهل البيت ومحبتهم، ومن يعاديهم فهو خالف النبي. وواقع الأمر في العالم الإسلامي أن هذه الفئة غير موجودة إلا ما شذ وندر، أما الحكم الفقهي بشأن الناصبة فهو موجود.
وحول أن هناك من الشيعة من يقول إن جبريل عليه السلام خان الأمانة ونزل بالوحي على الرسول بدلا من علي، يقول الشيخ أبوخمسين: هذا غير صحيح وغير موجود، وهو من ضمن الأمور التي يجري استخدامها في الصراع المذهبي. وليس هناك عالم كبير أو صغير من علماء الشيعة من يقول بهذا الرأي، ولا يوجد كتاب أيضا معتمد عند الشيعة يقول ذلك، ومن يقله يكون قد خرج عن الدين لأنه يشكك في النبوة التي هي أصل من أصول الدين وضرورة من الضرورات التي يمنع التشكيك والخدش فيها عند كل مذاهب المسلمين.
وقال: هذا الأمر من الشائعات التي تستخدم في ظل الصراع المذهبي للأسف الشديد والأوهام الموجودة عند البعض. والصراع المذهبي يغذيه الجهال من عامة الناس، وقد كانت الصراعات السياسية طوال التاريخ سببا رئيسيا في تغذية الصراعات المذهبية، فينساق بعض العلماء لهذا الصراع السياسي. وهناك الفريق المتطرف من الفريقين، وهو فريق لا يقبل بالوسط ولا بالحلول، ولا ينظر إلى الرؤية الشاملة للأمة الإسلامية ومصلحتها ومصلحة دولها وشعوبها ومجتمعاتها، وعندهم دائما ضيق أفق ورؤية ضيقة ونظرة فئوية.
ويقول الشيخ حسن النمر: إننا أحوج ما نكون إلى وقفة مراجعة نستحضر فيها (الدين الإسلامي) كما أنزله الله بقيمه الإنسانية ومبادئه {لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا}، ونستحضر فيها أن الإسلام وفهمه ليس في قدرة أحد أن يفرضه على الآخرين فرضاً ، بل إن المنطق يفرض قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين . ونستحضر فيه أن العائق الأول للتنمية الإسلامية والتضامن الإسلامي هو في رواج مثل هذه الفتاوى التكفيرية التي تبرر الإرهاب – كما نشاهده في العراق باسم المقاومة حيث يفتك بالنساء والأطفال والرجال في الأسواق والمساجد والحسينيات – والتي تبعث على (الخدر) من ناحية أخرى، حيث تفرض على الأمة التسليم لما يقوله الحاكم لأنه (ولي أمر) حتى في قراءة حادثة سياسية لا تدخل تحت سلطانه وولايته.
وأضاف بغير ذلك سيظل فكر أوساط واسعة وشرائح كبيرة من المسلمين يعشعش فيها (الحقد والكراهية) ضد المسلم قبل الكافر ، لأن علماء بلاد الحرمين الشريفين كابن جبرين ، وهم الذين يفترض بتفسيرهم للإسلام أن يكون (الأفضل والأكثر أصالة!!) من علماء الأزهر والنجف وقم …
وقال حسن النمر: ما يحدث في لبنان من قبل المقاومة الإسلامية يمثل فرصة تاريخية لاجتماع الأمة على كلمة سواء تكون منطلقاً لتضامن إسلامي أصيل قائم على التسليم بالتعددية داخل الدائرة الإسلامية.
وعن سب الصحابة قال الشيخ حسن النمر: هذه المسألة مما يشنع به على (الشيعة) دون وازع من ضمير ولا موضوعية علمية ، ولا معرفة بخلفيات المسائل وجذورها . وأضاف: الشيعة بحمد الله يتحلون بأدب رفيع يعرفه القاصي والداني ، وليس من أدبهم ولا أدبياتهم (السباب) الذي هو استعمال الكلمات البذيئة والنابية في حق الأشخاص العاديين ، فضلاً عن جيل الصحابة الذين هم أفضل جيل بشري حظي بتربية خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) . فالواجب احترام الإنسان وإكرامه ، فكيف إذا كان صحابياًّ .
ثم واصل قائلا: إلى ذلك فإن من الواجب التنويه والتنبيه إلى أن الحق والشريعة فوق الأشخاص ، فـ(الحق أحق أن يتبع) ، والصحابة ليسوا معصومين ، كما يؤكده القرآن والوقائع التاريخية {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} . وقد روي في الصحيح أن رسول الله (ص) يرد الحوض فيذاد عنه جماعة من الصحابة فيقول رسول الله (ص) : أصحابي ، أصحابي ، فيجاب بأنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.
فإذن حصل من بعضهم ما يكون سبباً لبعده عن الله تعالى . وعليه ، فالصحابة يحصل من بعضهم ما يستوجب التحفظ عليه ، وقد فعل الصحابة أنفسهم ذلك في حق بعضهم بعضاً إلى حد الاحتراب والاقتتال.
ومن ثم فأن يكون بعض المسلمين ، أعني الشيعة ، (يتحفظون) على بعض الصحابة ليس مسوغاً لأن (ينبذوا) بما يؤدي إلى سفك دمائهم والتشهير بهم .
وقال: هذا مجمل موقف الشيعة حول الصحابة ، وإنما يلتزمون بأن القرآن ، وهو الحق والقانون والشريعة ، أقدس من أن يقدم رأي غيره عليه ، وإن كان صحابياًّ .وما حصل في التاريخ ومنه ما حصل في فترة الصحابة ، فهو خاضع للقانون .
أجل ، يختلف الشيعة عن السنة في المرجعية التي يجب الالتزام بها في تفسير الإسلام، فالسنة في العموم يجدون في واقع بعض الصحابة مرجعاً يجب الالتزام به في تفسير الإسلام، بينما الشيعة يجدون المرجعية في الكتاب والسنة الصحيحة الذين لم يعمل بهما ذاك البعض .
و قال الشيخ حسن النمر: إن المسلمين اليوم ، سنة وشيعة ، مجمعون على أن القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله محمد لهداية الناس، والذي لا كتاب بعده ، هو المصحف المنتشر بين المسلمين اليوم لم يزد حرفاً ولم ينقص حرفاً .
نعم ، ثمة أقوال عند السنة والشيعة معاً ، يشم منها وقوع نقص في القرآن الكريم، أوّلها السنة بنسخ التلاوة ونحوه ، وأوّلها الشيعة بتلاعب الظالمين بمعاني القرآن .
وأعتقد أن هذا المقدار كافٍ لحفظ منزلة القرآن بين المسلمين من جهة ، وسد الباب أمام تصفية الحسابات من جهة أخرى . لأن تكرار هذه المسألة يتيح لأعداء القرآن فرصة الطعن والتشكيك في نصه المبارك وآياته المحكمة ، وإن ظن بعض السفهاء أن فائدة ذلك هو الطعن في الشيعة وإبعادهم من الدائرة الإسلامية. وهذه كتب علماء الشيعة تطفح بصيانة القرآن عن التحريف .
وثانياً فإن الشيعة يرون في القرآن الكريم المرجع الأول في التعرف على الإسلام الحق ، لأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ويستطرد: دأب المخلصون من الشيعة والسنة على التأكيد على الوحدة والتقريب وأهميته فشكلت المجامع والمؤسسات ، لتحقيق هذا الهدف السامي ، وكان الأزهر الشريف، عبر الأمام شلتوت رحمه الله ، من المبادرين في تلبية نداء الإمام البروجردي فتأسست دار التقريب التي لا يزال مقرها في مصر شاهدا على ذاك الجهد المبارك . وإن كنا بحاجة أمس إلى ذاك فإننا اليوم أحوج .
ونبه الشيخ حسن النمر إلى أن المنادين بالوحدة والتقريب لا يريدون بهما أن يتحول السني إلى شيعي ومن الشيعي أن يكون سنياًّ ، بل إن المراد بذلك ليس أكثر من التركيز في المرحلة الأولى على المشتركات التي سنكتشف بعد التواصل أنها أضعاف أضعاف ما نختلف به .
وليس الحل هو محو كل ما من شأنه إثارة الخلاف ، لأن هذا تاريخ لا يمكن تغييره ، ولا يصح التلاعب به ، ولكن من الخطأ التعامل معه كما لو كان الحقيقة المطلقة . وقال في نهاية رده “ختاماً فإن الشيعة لا يحتاجون إلى تزكية من أحد للشهادة بأنهم مسلمون ، كما أن السنة مسلمون بغير شك ، والاختلاف لا يفسد للود قضية .
أما الشيخ جعفر النمر فيقول : إن تكفير من تلفظ بالشهادتين واستقبل القبلة غير جائز لقوله صلى الله عليه وآله( من كفر مسلما فقد كفر) ولقوله في حديث أنس الذي رواه البخاري في صحيحه (من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته ) ومن الواضح ان جميع المسلمين يشهدون الشهادتين وهذا هو الأساس التشريعي الذي ينبغي ان يؤطر العلاقة بين المسلمين وماعدا ذلك فلا ينبغي أن يكون سببا للفرقة.
وتحدث احد رموز الشيعة الكبار في السعودية الشيخ حسن الصفار قائلا ردا على سؤال لـ(لعربية.نت): إنه لأمر مؤسف جدا أن تثار مثل هذه السجالات وان تنكأ جراح الخلافات المذهبية في الوقت الذي يتعرض فيه الشعبان الفلسطيني واللبناني لمسلسل عدوان وحشي، حيث يطال القصف الأبرياء والآمنين من النساء والأطفال والشيوخ، وترينا القنوات الفضائية أبشع الجرائم والمشاهد التي تحدث لأبناء أمتنا في فلسطين ولبنان.
وأضاف الصفار: ان مظاهرات كثيرة تنطلق في عواصم العالم، تطالب بوقف العدوان على الشعب اللبناني، فهل يسوغ لنا نحن العرب المسلمين أن ننشغل بالخلافات المذهبية؟. إن الصهاينة أعداء المسلمين وأعداء العرب وأعداء كل شعوب هذه المنطقة، فيجب أن تكون المعركة معهم فرصة لتوحدنا وتوحيدنا، لا أن ننشغل بهذه الخلافات الجانبية، خاصة أن حزب الله في لبنان من أبعد الجهات عن إشكاليات الخلافات المذهبية كما هو واضح من مواقفه وخطابه السياسي والإعلامي. لذلك لا أرى الدخول في هذا السجال أمرا مناسبا أبدا فهو يبصق علينا سائر الأمم ويشمت بنا الأعداء.
***
يصيبني الذهول ممن لا يأبه لهذا الحشد من العلماء فلا يصيبه في موقفه من تكفير الشيعة شك حتى قلت لنفسي أن الأمر لا يتعلق بفقه ولا برأي بقدر ما يتعلق بهوى أو مرض أو مخابرات!!.
ولقد كنت أحاور البعض منهم فأقول لهم هل أنتم أعلم من كل هؤلاء العلماء؟ فيجيبون : لا يهمنا كثرتهم فقد قال الله.. فأقاطعهم لكنكم تتحدثون عن فهمكم لقول الله لا لقول الله نفسه .. فتفاجئهم المفارقة وكأنهم احتكروا تفسير قول الله فلا تفسير سوى ما يقولون.. فأقول لهم : على الأقل ليس هناك إجماع فيما تقولون حتى من علماء السلف فيقولون لكن الحق معنا.. فأقول لكن الطرف الآخر أيضا يقول أن الحق معه .. فيقولون: لكن الله يقول.. فأقول لهم : هذا تفسيركم وهم أيضا يقولون قال الله ولهم تفسيرهم.. فيقولون: ولكننا على الحق.. فأسألهم ما دليلكم؟ فيقولون كتاب الله وتستمر الدائرة.. (هم مثلا يفسرون الجبت والطاغوت بأبي بكر وعمر، ويلعنونهما فماذا تقول يادكتور؟؟؟ انظر تكفير حسن شحاتة للفاروق عمر في مؤتمر في قم، وانظر بناء مقام للمجوسي أبي لؤلؤة وتسميته بابا شجاع الدين لأنه قتل عمر الفاروق أما الفيصل في التفسير فهو أقوال السلف الصالح والشيعة بداهة يخالفونهم ومعلوم أن خير القرون قرني ثم ..... دعاصم)..
كنت أسألهم: أنا نفسي غير مقتنع ببعض ما يقوله العلماء و أحسب أن الفارق أكثر عمقا مما يقولون بل لقد تصدع قلبي لأقوال لآية الله الخميني أدعو الله أن تكون مدسوسة عليه لأنها إن صحت نسبتها إليه تجعل من التأويل أمرا عسيرا.. ( لعل ما ذكره العلامة القرضاوي عن آية الله الخميني يقوي من احتمال الدس عليه بما لم يقل) .. لكن كيف أزايد على علماء السنة والسلف.. كما أن الخميني ليس ممثلا للشيعة جميعا.. أقول لهم أنني واثق من وجود فئات منحرفة وكافرة.. ومن وجود كلمات الكفر في كثير من كتبهم.. لكن المصيبين وكلمات الإيمان – كما يقرر كثير من العلماء – أكثر. أسأل المقارعين : ألا يكفي هذا الحشد ليجعلكم تقولون: رأينا صواب يحتمل الخطأ .. فيقاطعونني لا نقولها في أمور العقيدة أبدا مهما كانت قلتنا وكثرتهم .. فأسألهم: على افتراض صحة ما تقولون فهل كان هذا الوقت- وقت اشتعال المعارك- هو الوقت المناسب؟ فيقولون: خشينا انبهار السنة بهم وتحولهم إليهم .. فأسألهم ولماذا لم تضغطوا على حكوماتكم لتفعل للمجاهدين السنة ما فعله الإيرانيون للشيعة فيصمتون عجزا فأواصل لماذا لم تكفروا حكامكم معهم وهم الذين لا يحكمون بما أنزل الله ويوالون الكفار فيصمتون فأسألهم: إذا كان العرب أو أهل السنة والجماعة قد عجزوا وانهزموا وانسحبوا فماذا تفضلون: شرق أوسط تهيمن عليه إيران أم أمريكا و إسرائيل؟ فيجيبون: الكافر المباشر أقل خطورة من الكافر غير المباشر فأقول: هلكتم وأهلكتم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. (قولهم هذا صحيح يادكتور محمد .. دعاصم)
***
أعترف للقراء أنني أدخل هذا الأمر مرغما.. فلست كفؤا له.. ولست بعالم..ولقد حذرني الكثيرون: هذا موضوع خطر فلا تقحم نفسك فيه.. ثم أنه سيفقدك نصف قرائك على الأقل .. وقلت لهم أننا تعلمنا من شيوخنا أن الكتابة من أجل الاحتفاظ بإعجاب القراء نفاق أعيذ نفسي والقراء منه.. وليس لنا من مصلحة عند هذا أو ذاك إلا أن نعبد رب العالمين حق عبادته وألا نشرك به شيئا. واجبي ككاتب أن أقول بما أراه صوابا حتى و إن أخطأت. و إلا نافقت.
فكيف كان لي أن أسكت على من زعم أن الشيعة أشد كفرا من اليهود رغم رأي كل هؤلاء العلماء.
كان هذا الرأي يتفق مع رأي المخابرات الأمريكية ويتسق مع رأي الموساد.
كانوا يتهمون الشيعة في عقيدة التوحيد..
وكنت أرى أن الإصرار على هذا الرأي شرخ في عقيدة التوحيد.
لقد وصلوا إلى رأي نهائي.. ولم يعتبروا هذا الرأي رأيهم بل اعتبروه الشرع نفسه..
ما الفرق إذن بين العلم الإلهي المطلق والعلم البشري النسبي..
في الكلمة الرائعة: " الله أعلم" يقبع شق هام من عقيدة التوحيد.. من الإحساس بضآلة البشر إزاء عظمة الخالق..
نعم.. الأمر كذلك.. لكنني لمحت في منهج بعض من جادلوني في أمر الشيعة كأنه يقول: " أنا أعلم " بدلا من : " الله أعلم"..
ثم أنني عندما أطلب أدلة محددة تدين السيد حسن نصر الله على سبيل المثال (انظر فيديو تكفيره لأبي سفيان والأمويين من بعده .. دعاصم) يدعون أن التقية عائق.. أنه يبدي غير ما يسر.. إذن.. فهل نشق عن قلوبهم.. وهل يحكم القاضي بعلمه أم بما أمامه من أدله.. هل سمح سيدنا علي لسيدنا عمر أن يقيم حد الزنا والخمر على جرائم ضبطها بنفسه أم طلب منه التراجع و إلا وجب عليه حد القذف ما لم يجمع الشهود طبقا للشرع.. بأي شرع إذن يحكم أصحابنا هؤلاء.. هل أمرنا بالباطن أم بالظاهر.. بالعلانية أم بالكشف عن السرائر.. ثم أنني أظن أن البعض في الطرفين يستحل كثيرا من الكذب ويصدق كثيرا من الشائعات بلا أساس.. ثم أن هناك التباسا هائلا عند من لا يتحرون الصدق والحقيقة.. فهناك من ينسب الأكاذيب إلى هؤلاء وهؤلاء.. كما أن هناك البعض ممن يدلون برأيهم من يخفي التطور الفكري لبعض العلماء.. الذين تابوا عن معصية.. أو الذين رجعوا عن رأي كانوا قد ارتأوه.. وكمثال على ذلك.. يقول البعض أن الشيخ محمد الغزالي تراجع عن بعض مواقفه من الشيعة و أنه رفض إحياء مؤسسة التقريب بين المذاهب.. فهل هذا حق أم باطل؟ .. الله أعلم.. وهناك من يقول أن آية الله الخميني قد رجع عما كان يقوله قبل نجاح الثورة.. و أنه أصدر أوامر مشددة بمنع سب الصحابة كما حل جزئيا مشكلة الإمام الغائب وعصمته.. فما نصيب الصحة في كل هذا؟ الله أعلم .. ( مرة أخري: هذه الأجزاء كتبت قبل تصريح القرضاوي أن الخميني يكفر من يلعن الصحابة) .. ووسط غبار الأكاذيب ضاع اليقين..ولعلي أضرب مثلا سهُل عليّ كشفه لتقارب الأحداث: لقد تحدث الدكتور يوسف القرضاوي حديثا طويلا ينصف ويؤيد ويدعوا لحزب الله.. وبدأ مقالته بالتدليل بآيات:
" (بسم الله الرحمن الرحيم) الم (1) غُلِبَتْ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)(الروم) ..
وإذا بي أفاجأ بأحد المواقع الإليكترونية تكتب مانشيتا عريضا أن الشيخ القرضاوي يحكم بكفر الشيعة ويشبههم بالروم!!..
لمصلحة من هذا الكذب..
ولماذا..
(نحن كنا مع الروم ضد الفرس .. أهل كتاب ضد مجوس، ونحن الآن مع نصر الله ضد إسرائيل، مسلمون منحرفون عقديا ينالون من العدو الأكبر .. هذا هو ما يمكن أن يقال، فنحن نتمنى انكسار إسرائيل ولكنا نتخوف من حسن نصرالله .. د عاصم).. تعليق: إنجاز طيب.. فهذا مفكر من ألد أعداء الشيعة ينكص عن اتهامهم بالكفر ليخفف الاتهام إلى: مسلمون منحرفون عقديا.. لكن لدينا مشكلة واحدة.. هي أن الدكتور عاصم- منذ صفحة واحدة فقط – كان يعتبرهم أهل كفر غير مباشر وهم أشد خطرا على الأمة من أهل الكفر المباشر!!..
نعود إلى ما كنا فيه:
لمصلحة من هذا الكذب..
ولماذا..
الحقيقة عصية.. والقبض عليها كالقبض على الجمر فلماذا نصعب الأمر على أنفسنا.
لماذا يكذب الطرفان..
هذا سؤال لم أجد عليه إجابة ولا أجد له تفسيرا..
ثم تلك الفرية الخسيسة في الحديث عن الفرس أو المجوس.. فماذا عن مشركي العرب إذن؟ ماذا عن الجاهلية؟ ماذا عن الفراعنة والبابليين والحيثيين والآشوريين والنوبيين والسودانيين والأتراك؟ لماذا نسيناهم جميعا ولم يبق إلا الفرس المجوس.. وحتى هذا لم نذكره أيام الشاة الذي كان ربيبا لأمريكا صديقا لإسرائيل.. أين: لا تزر وازرة وزر أخرى.. أين العبد الحبشي الذي نؤمره علينا؟.. أين: الإسلام الذي يجُبّ ما قبله.
***
من كثرة المعايشة والكشف.. أصبحت هناك رائحة نتنة أشمها في الكلمات عندما تكون قد مرت على أجهزة مخابرات..
أعترف لكم يا قراء: هذا النوع من الكلام جله وليد مخابرات..
لكنني قبل هذا كله وبعده كله أرى أن رأي السلفيين و أهل السنة والجماعة في التوحيد يمثل قمة في تاريخ العقل الإنساني لا تدانيها قمة..نعم.. أقولها بفخر وحب واستعلاء أن عقيدة التوحيد عند السلفيين و أهل السنة والجماعة هي أعلى مراتب الفكر التي منحها الله للإنسان.. إنها كسدرة المنتهى.. آخر تخوم العقل.. و أعلى سقف يمكن أن يصل إليه.. و أنه هناك يلتقي مع القلب والروح..
أرى هذا..
و أتمنى أن يتحول أهل الشيعة جميعا إلى أهل السلف والسنة والجماعة..
لكنني أتمنى أمرا آخر قبله..
وهذا الأمر هو أن يكون من يسمون أنفسهم السلفيين و أهل السنة والجماعة فعلا سلفيين و أهلا للسنة والجماعة..
لكنني أري أيضا أن الغالبية العظمي من الشيعة مسلمون..
و أرى أن منهم ذرى شاهقة كالسيد حسن نصر الله..
وأرى منهم المفسدين كما في العراق. ولكن ما يكفرهم ليس كونهم شيعة ولا ارتكابهم للكبائر بل استحلالها..
والمؤكد أيضا أن بعضهم مرق من الإسلام كما مرق منه بعض أهل السنة..
و أنني أرفض و أدين و ألعن كل من يسئ إلى الصحابة في فسق قد يؤدي إلى الكفر لكنه ليس الكفر ( إلا مع الصدّيق).
وأنني أشعر بالأسي الساخر العلقمي المذاق عندما يريدني البعض أن أقتنع أن ذلك العجوز المتصابي السكير الذي لا يقرب الصلاة.. أكثر إيمانا من السيد حسن نصر الله.. أو أن الآخر .. العيي الغليظ الذي أثقل الخمر لسانه ودنس القمار يده أشد حرصا على الإسلام و أكثر خدمة له من أحمدي نجاد..أو أن العيي الذي لا يتكلم العربية والذي نصبته السي آي إيه والذي صرح – جهارا – أن العيب في الإسلام لا في المسلمين أكثر تقوي من الشيخ نعيم قاسم.. أو أن قوات الأمن – التي لم يكفرها أحد رغم تعذيبها للناس وقتلهم وصدها عن الإيمان بالله- أكثر إيمانا من جند حزب الله..!!
شاهت الوجوه..
شاهت الأفكار..
شاهت الأقلام..
***
سوف أتجاوز عن الإسفاف والكذب الصريح والشائعات السوقية وخلط الأوراق.. والتجاوز عن هذا يسقط 90% من أوراق القضية.. القضية التي أسلمها أخيرا للدكتور مصطفى الشكعة (أستاذ الأدب والفكر الإسلامي بجامعة عين شمس وعميد كلية الآداب السابق) فقد تناول الأمر باستفاضة في كتابه القيم: إسلام بلا مذاهب – سلسلة الفكر- والذي يقرر فيه أن (الإمامية الإثنا عشرية، هم جمهور الشيعة الذين يعيشون بيننا هذه الأيام وتربطهم بنا نحن أهل السنة روابط التسامح والسعي إلى تقريب المذاهب الآن، لأن جوهر الدين واحد ولبه أصيل، ولا يسمح بالتباعد… فهم يبرؤون من المقالات التي جاءت على لسان بعض الفرق ويعدونها كفراً وضلالاً.
وإذا أنعمنا النظر جيداً، وطرحنا كل الأفكار البالية الجامدة خلف ظهورنا، فإننا لن نجد كبير خلاف بين كل من مذهب السنة ومذهب الشيعة الإمامية…
فإننا لن نجد كبير خلاف بين كل من مذهب السنة ومذهب الشيعة الزيدية (الإثنى عشرية) ، وكذلك لن نجد كبير خلاف بين السنة وبين الإباضية، فالإمام أبو حنيفة السني كان تلميذا للإمام زيد ابن على الذي إليه ينتسب المذهب الزيدى، أخذ عنه الفقه وأصول العقائد، وليس ذلك وحسب، بل إن إماما سنيا آخر يأخذ عن إمام شيعي آخر، وذلك هو مالك بن أنس الذي كان تلميذا للإمام جعفر الصادق رأس الشيعة الإمامية أو الجعفرية، وكان إماما فاضلا ورعا له من الإيمان والثقافة الدينية الشيء الكثير والقدر الكبير.
. (لا يختلف اثنان من أهل السنة على محبة أهل البيت وتقوى الأئمة الفضلاء منهم، كالإمام جعفر الصادق، لكن الشيعة يكذبون على هؤلاء الأئمة وينسبون إليهم ما لم يقولوه، ومن الصفات ما لم يتحلوا به، ومن القدرات والمكانة ما لا يجوز في حق أحد إلا رب الأرض والسموات .. د عاصم) .. والتعليق : انظر ما سبق.. أي فئة وأي زمن و أي نسبة مئوية؟!
إلا أن الدكتور الشكعة لا يترك الأمور على عواهنها، إنه يدين بمنتهى الشدة والعنف – و إدانتي أشد و أعنف بل لا أقتصر على الإدانة بل و أحكم بالكفر على المتعمد الفاهم لما يفعل والمصر عليه – ذلك الفريق من الشيعة الذي يعتقد بالتحريف في القرآن الكريم بالزيادة والنقصان، أو ذلك البعض يزعم أن هناك قرآنين لا قرآنا واحدا، ولكن الدكتور الشكعة سرعان ما يستدرك ليقول أن هذه المزاعم ينكرها كثير من عقلاء الشيعة وعلمائهم، وفى مقدمة هؤلاء جميعا العلامة الدكتور الموسوي الذي يقول: إن كل ما قيل وذكر في الكتب الشيعية عن مصحف الإمام على ليس أكثر من إضفاء هالة من الغلو على شخصية الإمام علي، حسب زعم الذين كانوا وراء وضع هذه الأساطير، وإثبات أن الإمام عليا أحق بخلافة رسول من غيره، ولكنهم في الحقيقة أساءوا إلى الإمام، فأعلنوا أنه يخفى أحكاما إلهية فيها حدوده وحلاله وحرامه وكل ما تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة. ويمضى الدكتور الموسوي قائلا: إن بعض علماء الشيعة تحدث في كتبه عن مصحف فاطمة مضافا إلى مصحف على، ويعقب الدكتور الموسوي بأن موقفه من هذا الرأي هو الرأي نفسه في مصحف علي.
ثم يواصل الدكتور الشكعة إدانته الحزينة لما درج عليه بعض علماء الشيعة من شتم صحابة رسول الله وسبهم بأقذع النعوت، وفى مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين عائشة وحفصة وذلك في دعاء لهم يسمى دعاء صنمي قريش، وهذا الدعاء مسطور في كتاب " مفتاح الجنان " الذي هو عندهم بمنزلة كتاب دلائل الخيرات عند عامة المسلمين، ومنه قولهم: " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد والعن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وابنتيهما"
ملحوظة: هل لكتاب دلائل الخيرات حجية عند أهل السنة والجماعة؟!. أم أن حجيته بالسلب لا بالإيجاب حتى أن الدكتور يوسف القرضاوي يتهم بعض أدعيته بالكفر الصريح..
ولكن: اللهم العن كل من لعن صحابيا)..
لا يقف الدكتور الشكعة عند هذا الحد، بل يدين بمنتهى الشدة والعنف آية الله الخميني- كبير مراجع الشيعة وعلمائها- لتورطه في الجانب المؤسف، لكنه- الدكتور الشكعة سرعان ما يستدرك: إننا نعترف بأن هذا التجاوز الشديد في سمت صحابة رسول الله لا يصدر عن جميع الشيعة وإنما عن قلة منهم.
كما يذكر اجتهاد المجتهد الإيراني الشيعي الدكتور موسى الموسوي في القول بأن الإمام عليا كان يؤكد على شرعية بيعة الخلفاء الراشدين ويؤكد أنه لا يجوز تجريح الخلفاء وذمهم بالكلام البذيء الذي نجده في أكثر كتب الشيعة، الكلام الذي يغاير كل الموازين الإسلامية والأخلاقية، ويناقض كلام الإمام عليّ ومدحه وتمجيده في حقهم، ويجب على الشيعة أن تحترم الخلفاء الراشدين، وتقدر منزلتهم.. فالرسول، صلى الله عليه وسلم فالنبي صاهر أبا بكر وعمر، وعثمان صاهر النبي مرتين، وعمر ابن الخطاب صاهر عليا وتزوج من ابنته أم كلثوم.
ويستطرد المجتهد الشيعي الجليل قائلا: ولا أطلب من الشيعة في هذه الدعوة التصحيحية أن تقول وتعتقد في الخلفاء الراشدين الذين سبقوا الإمام عليا أكثر مما قاله الإمام في حقهم، فلو التزمت الشيعة بعمل الإمام عليّ لانتهى الخلاف، وساد الأمة الإسلامية سلام فكرى عميق فيه ضمان الوحدة الإسلامية الكبرى .
هذا كلام عالم شيعي مجتهد جليل، يشاركه في رأيه في هذا الموضوع كثير من علماء الشيعة وأعيانهم المعاصرين الذين تربطنا بكثير منهم روابط من الود والمحبة.
ثم يستطرد الدكتور الشكعة قائلا :
وإذا كان العالم المجتهد الدكتور الموسوي قد فصل الأمر في علاقات الحب والاحترام المتبادل بين الإمام على والخلفاء الراشدين السابقين عليه، فإننا نضيف إلى قوله إن الإمام عليا لشدة تعلقه بالخلفاء الراشدين الثلاثة الذين سبقوه قد سمي ثلاثة من أبنائه بأسمائهم، فلقد سمي أحد أولاده أبا بكر، وسمي ولدا ثانيا عمر، وسمي ولدا ثالثا عثمان، وهذه قرينة كبرى على حب سيدنا عليا لإخوانه الراشدين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
***
لست أدري كيف يغفل السنة والشيعة معا عن نهاية النفخ في كير الخلاف بينهما.. لقد كانت إسرائيل كافية في نص3ف القرن الماضي لتأمين مصالح الغرب وترويع المسلمين وإذلالهم.. لكن موازين القوى بدأت تختل منذ بداية التسعينيات أو على الأحرى بدأ اختلالها ضد العرب يقل.. يدرك الغرب وتدرك إسرائيل منذ عشرة أعوام على الأقل أن الصحوة الإسلامية سوف تكنسهم كنسا.. و إسرائيل التي كانت لا تقهر بدت إلى القهر أقرب.. لذلك لابد من تكوين كيان هائل أكبر من إسرائيل خمسين مرة على الأقل.. أن يتكون هلال شيعي يواجه الكتلة السنية الهائلة وأن يستنزف كل منهما الآخر..وذلك ما سيؤمن مصالح اليهود والصليبيين في بلاد الإسلام لمدة مائة عام على الأقل..وهذا وضع مهلك للسنة والشيعة معا..
أتساءل في دهشة على سبيل المثال عن موقع اسمه مفكرة الإسلام – كان عاقلا ثم جن- ماذا يهدف إليه بتعميق الخلاف ونشر الأكاذيب.. إن لدينا من النار ما يكفي.. فلماذا يشعلونها بمزيد من الكذب.. يأتون بأبشع الكلمات ثم ينسبونها لشيعي قابله مراسلهم في الشارع ولم يعرف حتى اسمه لكنه يعمم ما يقوله على الشيعة جميعا.. و أغلب الظن أن المراسل كذاب.. لكنني أتساءل عن الموقع نفسه.. عن إدارته.. ولماذا اتباع منهج الكذب؟ لمصلحة من.. إن لم يكن لمصلحة إسرائيل و أمريكا فلمصلحة من؟.. لقد بدأ الموقع محترما جدا لكنه بدأ يتدهور – و أظن التدهور كان خبيثا – وكنت أتساءل طول الوقت: ما نهاية كل هذا التحريض.. هل يريد من السنة أن ينسوا الأمريكيين الغاصبين و أن يتفرغوا لقتل الشيعة؟ افرحي يا أمريكا وارقصي يا إسرائيل وابتهجي يا مفكرة الإسلام.
إنني أدرك أن جل السنة في العراق هم حملة راية الجهاد.. و أن موقف جل الشيعة بشع وخائن ومجرم.. لكن.. هل كان الوضع على الدوام كذلك؟ هل كان الوضع كذلك في ثورة العشرين؟ زهل كان السنة أيامها على حق؟!..
الآن.. أقر و أعترف أن السنة في العراق هم جبهة الحق – إن شاء الله- .. لكن هل يعني ذلك أن نحرضهم على الشيعة؟ أم أن نستحثهم على الاحتساب عند الله والمحاولة بالمعروف و أن يكون شعارنا: لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) المائدة..
هذا المنهج المهلك في العراق هو الذي اتبعه البعض مع حزب الله ومع المقاومة الإسلامية في لبنان حتى قلت لنفسي:
- الخلاف بين السنة والشيعة الآن ليس امتدادا للخلاف بين سيدنا على وسيدنا معاوية رضي الله عنهما .. بل هو ترجمة للخلاف بين منهج الملك عبد العزيز آل سعود و آية الله الخميني!!
***
إنني أشعر بالخزي لاضطراري للدفاع عن بعض الشيعة وحزب الله.. وقد كان أداؤهم البطولي الذي يلامس تخوم المعجزات خير شفيع.. إن مجرد الدفاع خدش لجلال الموقف.. ذلك الجلال الذي يدفعنا لرؤية هزيمة أمريكا ونهاية إسرائيل رأي العين. فالقيمة الهائلة لما فعله حزب الله لا تقتصر على انتصاره المذهل على إسرائيل.. بل لأنه أعطى لنا المثال والنمط على حتمية انتصار الإيمان.. و أنه حتى لو نجحت إسرائيل لا قدر الله في القضاء على حزب الله بعد ذلك، وحتى لو استطاعوا – لا قدر الله اغتيال السيد حسن نصر الله.. فإن رمز ما حدث باق ونبراسه هاد.. يستطيع المسلمون – حين يخلصوا النية – الانتصار بغض النظر عن العدد والعدة..
يستطيعون..
وسيفعلون..
وستنتهي إسرائيل بإذن الله.
***
أشعر بالخزي للدفاع..
أشعر بحاجتي للاعتذار..
لذلك أستعير كلمات عالم سني جليل هو الدكتور يحيى هاشم فرغل من علماء الأزهر عميد كلية أصول الدين بالأزهر سابقا، والذي كتب يقول:
"أما الاعتذار فإليك أنت سيدي سيد العلماء سيد المجاهدين المعاصرين السيد حسن نصر الله أبو الشهداء سليل الشهداء وعترة سيد الشهداء الحسين بن علي رضي الله عنه وأرضاه.
نعتذر إليك من أحلاس المفكرين والمفتين والسلاطين الذين بدلا من أن يغبروا أقدامهم خلفك في سبيل الله برهة أو ساعة حاولوا أن يحجبوا الشمس الساطعة في وجهك ببصقة إلى منبعها في وجه الشمس ، بصقة من أفواه نتنة ، وإنهم للأحق بأن ترجع بصقتهم إلى وجوههم القذرة لتغسلها – إن أمكن - مما فاهت وتفوهت.
سيدي : من الخطأ أن ننساق وراءهم في فتح ملف الطائفية – اقتداء بحكمتك - في هذا المقام ، وإن لنا كتبا وأبحاثا ومقالات قديمة جديدة نختلف فيها مع الإمامية الإثني عشرية لكنا نبرئهم في تلك البحوث أيضا من كبائر قذفهم ، وإن ما تقومون به يا سيدي في ساحة الجهاد لجدير أن يرد على شانئيكم بهتانهم ، وأن يعيد إلى ساحة النقاش عندهم كل دعاواهم لإعادة النظر على الأقل لو كانوا يفقهون ، ويكفيكم فخرا في تاريخ الإسلام أنكم أول من اقتحم المعركة مع الصهاينة بعد خيبر محمد " صلى الله عليه وسلم "– لتحرير المسلمين وأرض المسلمين ومقدسات المسلمين ، فماذا فعل هؤلاء غير أنهم حاربوا تارة لحساب الإمبراطورية البريطانية لقصف رقبة الدولة الإسلامية ، وتارة مع الأمريكان لزرع إمبراطورية العم سام في عقر دار محمد " صلى الله عليه وسلم ، وتارة مع الشيوعيين لزرع الماركسية الخبيثة في دار القرآن الكريم ، ودائما مع العلمانيين لصنع الشرق الأوسط الجديد الذي يقتلع منه دولة الإسلام.
هل يدرك هؤلاء أن الخروج من مستنقع ما يسمونه الاستقرار- وما هو غير المذلة والضياع - إلى أفق الحركة العملية يتطلب نسبة ولو ضئيلة من المجازفة ؟ وألم يفعلوا هم ذلك عندما أسس كل منهم بدوره قواعد سلطانه ؟
أم أنهم قد جرءوا أن يردوا على محمد صلى الله عليه وسلم خروجه في غزوة بدر ، وخروج المسلمين في غزوة مؤتة وتبوك ، وخروج عمرو لفتح مصر ، وخروج خالد لفتح الشام ، وخروج صلاح الدين ضد الصليبيين وأحمد ياسين ضد الصهاينة ؟
أم تراهم يغمضون عيونهم عن " مجازفات " من قاموا بثورات التغيير الكبرى بدءا من الثورة الفرنسية والروسية والكمالية والناصرية ؟
ألا فليخرس منهم اللسان قبل أن يهوي بهم في جهنم سبعين خريفا.
***
جزى الله الدكتور يحيى هاشم فرغل من علماء الأزهر خيرا فقد أعفاني من حرج مواجهة بعض الذين كتبوا شرا و أظن بهم خيرا..
وجزى الله حزب الله وقائده خيرا ..
وجزى الله الشيخ أيمن الظواهري خيرا وهو الذي نادى بتحالف المستضعفين لمواجهة المستكبرين .. فألقم شيوخ السلف الأمريكي حجرا وغير بعيد تعاليمه للشهيد – إن شاء الله- أبو مصعب الزرقاوي رضي الله عنه بتجنب الطائفية في العراق.
***
أسقط في جب الزمن لأحلم حلما أرى فيه الشيخ أسامة بن لادن أميرا للمؤمنين و أرى السيد حسن نصر الله قائدا لجيشه..
***
أسقط في جبّ الزمن لأهتف:
- لماذا يا أيها الصحابي الجليل معاوية لم تبايع إمام المتقين عليا رضي الله عنكما..
ثم ما ألبث أن أقول:
- لو وجد سيدنا علي اليوم لكان إماما لأهل السنة والجماعة..
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
اترك تعليق: